تربية الأولاد
15نصيحة لتربية الأطفال على التعاون
محتوى المقالة
التعاون من الصفات الحميدة التي أوجبها الله عز وجل فقد قال في كتابه العزيز” وتعاونوا على البر والتقوى”سورة المائدة أية2 والتعاون يُعد من القيم الإجتماعية التي على الأباء والأمهات بذل الكثير من الوقت والجهد لزرعها في أبنائهم منذ الصغر، وهنا في هذا المقال على موقع البرنسيسة سنتناول معاً 15 نصيحة لتربية الأطفال على التعاون.
وهنا لابد أن نقر بحقيقة أن للطفل حقوق كما أن عليه واجبات وأن تنشئته على هذا المبدأ والتوازن بين تقديم حقوقه وتدريبه على تقديم واجباته من العوامل التي لها أبلغ الأثر في تربيته على التعاون الأسري والمجتمعي.
وقبل أن نبدأ في سرد النصائح المتعلقة بتربية الطفل على قيمة التعاون.. لنلقي الضوء على وسائل التربية المؤثرة في سلوك الأطفال وهي( القصة – التوجيه العملي – الجدل والحوار – ضرب المثال)
لا يفوتك:30 نصيحة لتعزيز المسؤولية لدى أبناءك
أولا القصة:
أتعلمون أن ثُلث القرآن الكريم قصصاً.. هذه هي الوسيلة التي إتبعها الله عز وجل معنا نحن البشر لنتعلم منها عن الأمم السابقة..وهذا لعلمه سبحانه وتعالى بطبيعتنا التواقة لمعرفة المزيد من الأحداث التي تخص أُناس غيرنا بل والتعلُم منهم والإقتداء بهم.. لذا فإن من وسائل تربية الابناء على قيمة التعاون سرد القصص المُشتملة على هذه القيمة.
ثانيا التوجيه العملي:
اقنعوني من فضلكم.. كيف للأباء أن يعلموا أطفالهم قيمة التعاون إذا كانت لا توجد في تعاملاتهم اليومية مع بعضهم البعض..فكرة التوجيه العملي قائمة على تدريب الأبناء على قيمة التعاون أو أي قيمة بالمحاكاه والتقليد وتقسيم المهام الكبيرة الى خطوات صغيرة.
ثالثا: الجدل والحوار:
“هو كده” كم منا تربى على هذه الجملة؟!.. فكرة التربية على الحوار والمناقشة كانت غائبة في الأجيال السابقة من الأباء والمربين رغم أنها من وسائل التربية الإسلامية والتي إتبعها النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث التالي:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ… كَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْعَاقِلُ فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ. فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ قَالَ ” صَدَقَ ”. قَالَ فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ قَالَ ” اللَّهُ ”. قَالَ فَمَنْ خَلَقَ الأَرْضَ قَالَ ” اللَّهُ ”. قَالَ فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ وَجَعَلَ فِيهَا مَا جَعَلَ . قَالَ ” اللَّهُ ”. قَالَ فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَخَلَقَ الأَرْضَ وَنَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ آللَّهُ أَرْسَلَكَ قَالَ ” نَعَمْ ”. قَالَ وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا . قَالَ ” صَدَقَ”. قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمْرَكَ بِهَذَا قَالَ ” نَعَمْ ”. قَالَ وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا زَكَاةً فِي أَمْوَالِنَا . قَالَ ” صَدَقَ ”. قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمْرَكَ بِهَذَا قَالَ ” نَعَمْ ”. قَالَ وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي سَنَتِنَا . قَالَ ” صَدَقَ ”. قَالَ فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ ” نَعَمْ ”. قَالَ وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً . قَالَ ” صَدَقَ ”. قَالَ ثُمَّ وَلَّى . قَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ وَلاَ أَنْقُصُ مِنْهُنَّ . فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ” لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ ”
هذا الحوار الماتع الجذاب كان سبب في دخول الرجل الإسلام بل وتعهده بالقيام بالامور المفروضة.. ألسنا أحق بحوارات تشبه هذه مع أبناءنا لتعليمهم قيم الصدق والأمانة والتعاون….
رابعا: ضرب المثل:
ضرب المثل هو تشبيه شئ بشئ لتقريب المعنى ولتلك الطريقة مع الصغار ابلغ الاثر في تحريك المشاعر سواء بالايجاب والقبول على الشئ أو بالسلب والنفور منه.. وقد ضرب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح بحامل المسك، والجليس السوء بنافخ الكير، وهذا من حكمة النبي ،صلى الله عليه وسلم ،لأنه جمع بين الترغيب والحث على مجالسة من يستفاد من مجالسته في الدين والدنيا، وحذر من مجالسة من يتأذى بمجالسته فيهما.. وكذا الأمر في تعليم قيمة التعاون فمثل الطفل المتعاون كالنحلة الي تتعاون مع أصدقائها لعمل العسل.. وهكذا.
لا يفوتك:مرحلة الطفولة المتوسطة وعلاماتها
الأن سنلقي الضوء على نصائح سريعة لتربية طفل متعاون:
النصيحة الأولى:
إستعيني بالله وإعلمي عزيزتي المربية أن لولا الله لما رُزقنا بهؤلاء الأبناء ولولا الله لما إنتشر العلم وتنوعت اساليب ووسائل التربية لنأخذ منها ما يناسبنا.. فإستعيني بالله أولاً.
النصيحة الثانية:
كن متعاوناً.. المحاكاه والتقليد من أهم صور التعلُم لدى الأطفال.. إستغلي الفرصة ودعي لأطفالك فرصة مشاهدتك وأنتِ تمارسين قيمة التعاون مع كل أفراد الأسرة بالمشاركة الفعالة في المهام اليومية.
النصيحة الثالثة:
كن قدوة.. وهذه النصيحة قريبة من النصيحة السابقة ولكني هنا أقصد قدوة بالتعاون المثمر بشكل عام.. إستغي الفرصة ودعي لأطفالك فرصة مشاهدتك وأنتِ تمارسين قيمة التعاون مع كل من حولك في محيطك.
النصيحة الرابعة:
كن مسؤولاً.. يتحمل الوالدان مسؤولية تربية الأبناء.. وهذه المسؤلية تنتقل بدورها الي أطفال المنزل.. وتعزز لديهم شعور التعاون عندما يشعر الطفل أنه شخص مسؤول له حقوق وعليه واجبات.
النصيحة الخامسة:
احترم النظام العام.. عندما ينشأ الطفل على احترام النظام والالتزام بالدور ، فإن هذا الشيء يشجعه على التعاون، على سبيل المثال: يقوم الوالدان بتعليم الطفل انتظار دوره في اللعب، وعندما يسأل الطفل سؤالاً لابد من إنتظار الإجابة عليه.. تعليم الطفل احترام النظام يجعله مدركًا لوجود الآخرين ، مما يجعل الطفل أكثر عُرضة للتعاون والمشاركة والابتعاد عن الأنانية.
النصيحة السادسة:
احترم حدود طفلك.. طالما تطرقنا لنقطة الإحترام.. فمن الواجب احترام حدود الطفل.. فالأطفال بشكل عام دون سن الثالثة لهم شعار واحد هو “أنا وأنا وانا والأن” لذا فإن إحترامنا لحدوده ورغباته في سنه الصغيرة يجعله أكثر ميل للطاعة لنا في سنه الكبيرة ومن القيم التي يؤديها رغبة منه لا قهراً هي قيمة التعاون.
النصيحة السابعة:
تحدث مع طفلك.. حول معنى التعاون وأهميته وناقشه وتحاور معه وقُص على مسامعه قصص التعاون والمشاركة والإيثار وحب الغير.
لا يفوتك:تنمية المهارات العقلية في الطفولة المبكرة
النصيحة الثامنة:
عرّف أولا: الأطفال الصغار كائنات هلامية عشوائية فوضوية .. وليتعلموا قيمة التعاون لابد من المرور على قيمة النظام اولاً.. الروتين مهم في حياة الطفل وأن يتعود الطفل على روتين ثابت ونظام محدد في حياته أمر يساهم بشكل كبير في تعزيز قيمة التعاون لديه ،ولكن عندما نعرّفها أولاً.. عرف طفلك دوره في الأسرة ومهامه اليومية – حسب سنة بالطبع – وعرفه مهام الأخرين ودعه يشارك في مهامهم ويشاركوه في مهامه.
النصيحة التاسعة:
العصف الذهني: أحب هذا الطريقة كثيراً مع الأطفال الصغار.. أستكشف العالم بعيونهم الكبيرة وعقولهم الصغيرة.. إستخدمي وسيلة العصف الذهني مع الأطفال لتعزيز قيمة التعاون.. والعصف الذهني إختصاراً.. هو طرح الأسئلة للمساعدة في تطوير الأفكار.. إطرحي الاسئلة على طفلك مثل كيف نعمل معاً لحل مشكلة الفوضى المنزلية المتكررة – كيف نعمل معاً لمساعدة جارتنا المريضة – كيف نتشارك في عمل ساندوتشات المدرسة… الخ.
النصيحة العاشرة:
اجعله صاحب القرار: في تنظيف الغرفة.. ترتيب السرير أولاً أم التخلص من الفوضى على الأرض.. لا فارق، المهم هو إنجاز المهمة.. قسم لطفلك أدواره في المهام المُكلف بها واجعله صاحب القرار في البدء بأي مهمة.. المهمة الكبيرة قسمها لخطوات صغيرة.
النصيحة الحادية عشر:
لا تقارني: قدرات الأطفال متفاوتة وكذلك إستجابتهم للأوامر.. لا تقارني أطفالك بغيرهم.. وركزي أكثر على معرفة قدراتهم وإختلاف أنماطهم وإعملي على وضع كل طفل في مكانه المناسب وفقا لقدراته الجسدية والعقلية.
النصيحة الثانية عشر:
مفهوم الفريق .. في سن صغيرة من المناسب أن يلتحق الطفل بفريق رياضي يتعلم معه قيمة التعاون والمشاركة وأيضا من ضمن الأنشطة التي تساعد على تعزيز قيمة التعاون والمشاركة المجتمعية هو التطوع في الجمعيات الخيرية أو مكتبات الحي.
النصيحة الثالثة عشر:
كن مشجعاً: على عكس السائد أن قيمة كقيمة التعاون مكتسبة وليست من الفطرة.. فأحياناً نجد اطفالاً دون الثالثة يقدموا يد المساعدة ويتعاونوا مع الأباء في المنزل.. ومن صور ذلك.. المساعدة في تنظيف الأسطح من الغبار.. خلع حذاء بابا عند العودة من العمل.. ملئ كوب الماء وتقديمه لمن يريد الشُرب… وهكذا، إذا كان في بيتك هذا المفعوص الصغير شجعيه دوماً على لمسات التعاون الراقية التي يقدمها.. وعرّفي الأشياء بمسمياتها.. مثلاً (أحسنت ولدي الحبيب اللي انت عملته ده إسمه تعاون دايما خليك متعاون).
لا يفوتك: طريقة التعامل مع الطفل العنيد
النصيحة الرابعة عشر:
كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه: هذه الجملة من الحديث الشريف تُعد مبدأ حياة.. إذا نشأ الطفل على أنه إن قدم يد المساعدة والتعاون فإن الله سبحانه وتعالى في عليائه يكون معه وفي عونه..(الله.. وماذا نريد بعد ذلك) علمي طفلك ومارسي معه عبادة التأمل والتفكر في خلق الله.. وأنظري حولك معه على المجتمعات التي تمارس قيمة التعاون بشكل فطري.. كمجتمع النحل والنمل.. وتعلموا وطبقوها معاً.. وانتظروا العون من الله.
النصيحة الخامسة عشر:
هي نصيحة وكذلك ختام لهذا المقال الممتع بالنسبة لي.. فإن كتابتي لموضوع معين في موقع البرنسيسة ماهو الا أولاً تذكير لنفسي وثانياً رغبة في أن أشارك معكي أفكاراً تحفيزية لتربية أبناء بطريقة سوية.. فالله المستعان.
حسناً النصيحة الأخيرة .. تذكري أن الإسلام هو دين المحبة والسلام.. وقيمة التعاون تؤدي بشكل مباشر الى ذلك.. تخيلي معي.. مجتمع صغير يتعاون أفراده معاً كبيراً وصغيراً.. تُرى ما شكل العلاقات الإنسانية بينهم.. هل سيكون هناك حب متبادل؟ وإن حدث ذلك وأصبح المجتمع الصغير عدة مجتمعات صغيرة.. تُرى هل نصل للمجتمع الواحد الكبير المُتعاون المُحب؟.. وإن أصبحنا كذلك بالفعل.. هل سنظل نرى الوجه القبيح للدنيا كما نحياه الأن؟
بعين الخيال أرى أُسر سوية تربي أبنائاً مُتعاونين مُحبين مُقدرين.. بينهم السلام والإتفاق وليس الإختلاف الذي يؤدي للخلاف.
هذا العالم ما أريده لأبنائي وأنتم أيضاً.. أليس كذلك؟؟
شكرا لكم.. والى مقال جديد إن شاء الله.