اسلاميات
شهر رجب
محتوى المقالة
تفضيل بعض الأيام والشهور على بعض الحمد لله الذي يقول: “ربك يخلق ما يشاء ويختار “، والاختيار هنا، مما يدل على سلطانه ووحدانيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته سوف نتكلم في هذه المقاله عن شهر رجب .
من اختياره وتفضيله اختار بعض الأيام والأشهر وفضلها على غيرها، اختار الله منها أربعة أشهر مقدسة.
كما قال احكم الحاكمين ” ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعه حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم”
ما هي الأشهر الحرم؟
وقد ذكرت الأشهر المقدسة في الكتاب مبهمة دون ذكر أسمائها، والسنة تشير إليها: لما ورد عن ابو بكر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجه الوداع وقال في خطبته ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والارض والسنه اثنا عشرا شهرا منها اربعه حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان”رواه البخاري ومسلم
لماذا سمي شهر رجب بمضر ؟
سمي رجب مضر لأن قبيلة مضر لم تغيره بل توقعه حينها بخلاف العرب الآخرين الذين كانوا يغيرون الشهر ويغيرونه حسب حالة الحرب معهم، هذا وهو النسئ الذي ذكر في قوله تعالى:
“انما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عده ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله”
ويقال إن سبب تسميته مضر لان قبيلة المضر كانت تزيده تكريما واحتراما، فنسب إليهم.
سبب تسمية شهر رجب
قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (ص 445): ان حروف كلمت رجب الراء والجيم والباء أصل تظهر معني دعم شيء بشيء وتقويته فَيُسْمَى رَجَبَ؛ لأنَّهم كانوا يوقونه ويعظمونه
وكان أهل الجاهلية يسمون هذا الشهر رجب منصل الأسنة عن ابي رجاء العطاردي الذي قال: كنا نعبد الحجارة، وإذا وجدنا حجرًا أخيرًا رميناها، فأخذنا آخر واحد وإذا دخل الشهر الهجري رجب قلنا منصل الاسنة فلا ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدا الا نزعناه والقيناه في شهر رجب
هل رجب من الأشهر الحرم؟
للأشهر المقدسة مكانة مهمة بما في ذلك شهر رجب لأنه أحد هذه الأشهر المقدسة.
يقول تعالى: “يأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام”
اي لا تدعو انفسكم تحل ما نهي الله عنه ونهاكم عن ارتكابها يأمرك أن تكون خائفًا ويمنعك من ارتكاب المحظورات التي تشمل فعل الأشياء المنهي عنها بما في ذلك معتقداته.
يقول الله تعالى: “لا تظلموا فيهن أنفسكم”
وتشير الضمائر في الكتب إلى هذه الأشهر الأربعة، على قرار المفسر الإمام ابن جرير الطبري – رحمه الله
لذلك تأمل قدسية هذه الأشهر، بسبب المكانة التي أعطاها الله لها، واحذر من الوقوع في التمرد وسوء السلوك من خلال الإعجاب بقداستهم، لأن الخطايا ستعظم بمجد الزمان الذي حرمه الله. ولهذا حذرنا الله في الآية السابقة من جور الذات فيها، مع أنها – أي: الظلم الذاتي وتضمين الخطيئة – محرمة في كل الشهور.
اقر ايضا اكثر من خمسين دعاء الصفا والمروة
اقرا ايضا دعاء للميت غالي
القتال في الشهر الحرام
يقول تعالى: “يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير”
ذهب معظم العلماء أن القتال في الاشهر الحرم منسوخ بدليل قوله تعالى ” فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم” وغيرها من الشروط والامور التي امر فيها بقتالهم
يستنتجون أن النبي صلى الله عليه وسلم حارب أهل الطائف في شهر ذي القعدة.
وقال آخرون: لا يجوز ابتداء القتال. حاربوا غزوة الرسول صلى الله عليه وسلم ضد أهل الطائف حيث كانت أولى معركتهم في حنين بشوال.
وهذا كله في جهاد عدم الرد، فإذا هاجم العدو دولة مسلمة، سواء في رجب أو في أي وقت آخر، فإن أهلها ملزمون بالقتال دفاعيًا.
حكم العتيرة في رجب
في عصور ما قبل الإسلام، غالبًا ما كان العرب يذبحون ذبيحة في رجب للاقتراب من أصنامهم. لما جاء الإسلام للذبح في سبيل الله تعالى، اعتبرت أعمال الجهل باطلة
وانقسم الفقهاء في ذبح العتيرة او ذبيحة رجب الي اقوال
القول الاول
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة بان ذبيحة رجب ( العتيرة) فعل منسوخ واستدلوا على ذلك لما ورد عن ابو هريرة رضي الله عنه ان النبي – صلي الله عليه وسلم – قال :(لا فرع ولا عتيرة) رواه البخاري ومسلم
القول الثاني
للشافعية وقالو لم يبطل ادعاء العتيرة وقالوا: إن العتيرة مستحبة، وهو قول لابن سيرين
القول الثالث
قال ابن حجر: أيده أبو داود والنسائي وابن ماجه، وصدقه الحاكم وابن المنذر عن نبيشة. قَالَ: “نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب قال اذبحوا لله في اي شهر كان وبروا الله وأطعموا قال انا كنا نفرع فرعا في الجاهلية فما تامرنا قال كل سائمه فرع تغدو مشيئتك حتى إذا استحمل ذبيحته فتصدق بلحمه”. اخرجه ابو داود وانسائي وابن ماجه
قال ابن حجر: لم يبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل العتيرة، بل أبطل خصوص الذبح للغير الله سبحانه وتعالي
حكم الصوم في شهر رجب
- لم يتم التحقق من فضائل الصوم في شهر رجب وعرف وذكر ان النبي – صلى الله عليه واله وسلم – واصحابه رضوان الله عليهم لم يصيموا في رجب الا كما كانوا يصيموا في الأشهر الأخرى، مثل صيام الاثنين والخميس، وصيام ثلاثة أيام، او يصيم يوم ويفطر يوم، والصيام من سر الشهر وسر الشهر. يقول بعض العلماء أنها أول الشهر، والبعض يقول إنها منتصف الشهر، والبعض يقول إنها نهاية الشهر.
- كان عمر رضي الله عنه قد نهى عن الصيام في رجب لأنه يشبه الجاهلية ما قبل الاسلام، كما رواه خرشه بن الحر رأيت عمر يضرب اكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام وكان يقول رضي الله عنه كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية. (قال الإرواء 957، وقال الألباني: صحيح).
- قال الإمام ابن القيم: لم يذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم صام ثلاثة أشهر كما يفعل البعض (أي رجب وشعبان ورمضان)، ولم يصوم رجب قط، ولم ينصح بصيامه كله.
- يشرح الحافظ ابن حجر الإعجاز الوارد في فضائل رجب: لم يرد ذكر صيامه او قيام في ليلة معينة.
- وفي فتوى اللجنة الدائمة: أما تخصيص عدد أيام رجب للصيام فلا ندري او ما له أصل في الشريعة.
اقرا ايضا علامات الشفاء من العين والحسد
اقرا ايضا دعاء تحصين النفس والاهل
حكم العمرة في رجب
يستنتج من الاحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤد العمرة في شهر رجب كما روى التابعي مجاهد قال : دخلت انا وعروه بن الزبير المسجد فاذا عبد الله ابن عمر جالس الى حجره عائشة والناس يصلون الضحى في المسجد فسألناه عن صلاتهم فقال بدعه فقال له عروه يا ابا عبد الرحمن كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اربع عمر احدهن في رجب فكرهنا ان نكذبه ونرد عليه وسمعنا استنان عائشة في الحجرة فقال عروه الا تسمعين يا ام المؤمنين الى ما يقول ابا عبد الرحمن فقالت وما يقول قال يقول اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم اربع عمر احداهن في رجب وقالت يرحم الله ابا عبد الرحمن ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وهو معه وما اعتمر في رجب قط ” اخرجه البخاري
قال النووي: إن سكوت ابن عمر عن إنكار عائشة يدل على النسيان،
ولهذا ظهرت بدعة في مثل هذا الشهر للتخصيص رجب لأداء العمرة، والاعتقاد بأن عمرة رجب لها فضائل معينة، ولم يذكر نص ان النبي صلى الله عليه وسلم ادائها، ولا دليل على أداء العمرة في رجب، قال الشيخ علي بن ابراهيم العطار حيث كانوا يكثرون من اداء العمرة في رجب وهذا الشيء لا أعرف له أصل عند النبي. وعلى العكس فقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العمرة في رمضان تعادل الحج).
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في فتواه: أما انتقاء بعض أيام شهر رجب لأي أمر عمره أو غيره فلا أصل له
أما إذا كانت العمرة في شهر رجب بغير قصد بانه يعتمر في شهر رجب فلا باس، بان يكون مجرد مصادفة، أو لتيسيرها عليه في ذلك الوقت، فلا حرج في ذلك
بدع شهر رجب
ان البدع الديني من المخالفات التي تتعارض مع نص الكتاب المقدس والسنة النبوية. ألا يموت النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتم الدين. يقول تعالى: اليوم أكملت لك دينك، وأتممت لك فضلتي، واخترت لك الإسلام دينك. قال: من أدخل في شؤوننا ما لا يخصنا رفض متفق عليه وفي رواية المسلم: من فعل عملا لا يتماشى معنا يرفض.
ابتدع بعض الناس أشياء متنوعة في رجب، منها:
- صلاه الرغائب وهذه الصلاة انتشرت بعد القرون المفضلة وبخاصه في المئة الرابعة وقد اختلقها بعض الكذابين وهي تقام في اول ليله من رجب قال شيخ الاسلام ابن تيميه صلاه الرغائب بدعه باتفاق ائمه الدين والحديث المروي فيها كذب بأجماع اهل المعرفة بالحديث
- يقال إن أحداثاً كبرى حدثت في رجب لكن أياً منها ليس صحيحاً. ويقال: أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في ليلته الأولى، وبعث ليلة السابع والعشرين، وقيل: في الخامس والعشرين لا شيء من هذا صحيح أن القاسم بن محمد يروي أن مسيرة النبي كانت في السابع والعشرين من الهجرية وينفيها ابراهيم الحربي وغيره
- من بدعة الشهر قراءة قصة المعراج والاحتفال بها ليلة السابع والعشرين من رجب، وانتقاء تلك الليلة لعبادة إضافية، كصلاة الليل أو صيام النهار، أو الفرح والإثارة، والاحتفالات المصاحبة للممنوعات الصريحة، مثل ريمكسات وأغاني وموسيقى، وكلها غير مسموح بها. في العيدين الشرعيين كما أن هذا التاريخ لم يثبت بشكل واضح ظهور الإسراء والمعراج، إذا ثبت، فهذا لا يعد سبباً مشروعاً للاحتفال به، لأن هذا ليس من رواية الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا من الصحابة رضي الله عنهم، ولا من أسلاف هذه البلاد الصالحين، حتى لو كانت خيرًا لمن قبلنا، فالله المعين.
- صلاة أم داود في نصف رجب.
- التصدق عن روح الموتى في شهر رجب.
- جميع الأدعية التي تقال عنه في رجب إبداعية ومبتكرة.
- وقاعدة شهر رجب في كنس القبور، وهي بدعة أيضا، يمكن زيارتها في أي وقت من السنة.
نسأل الله أن يجعلنا من يحترم قداسته ويطيع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم