تربية الأولاد
تنمية المهارات العقلية في مرحلة الطفولة المبكرة
محتوى المقالة
إن تنمية المهارات العقلية في مرحلة الطفولة المبكرة من أهم الاشياء التي لابد وأن تشغل بال الأباء والمربين على حد سواء وذلك لعدة أسباب سوف نتعرض لها تفصيلاً في هذا المقال على موقع البرنسيسة.. فكونوا معنا
قبل أن نتحدث عن مرحلة الطفولة المبكرة والمهارات العقلية الواجب تنميتها في هذه المرحلة.. دعونا أولاً نتأمل معني “طفل”.. فبعد معايشتي لتجربة الأمومة أدركت حقاً سبب تسمية هذا الكائن الهلامي طِفْل.
الطفل:
بعد كثرة إطلاع على مفهوم “الطفل” لغتاً وإصطلاحاً في المعاجم والقواميس.. أو حتى معناه وفقاً للمنظمات الدولية.. لم أجد وصفاً ولا تعريفاً شافي للطفل غير ما ذُكر في القرآن الكريم، قال تعالى: “ثـمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلً” سورة غافر أية67.
أتعرفون الطفيل هذا الكائن الهلامي اللزج .. الطفل مشتق من الطفيل.. لانه له نفس الخصائص ربما!..
الطفل وبمجرد خروجه للدنيا يُصبح هو محور الكون بالنسبه لوالديه وقد يمتد لباقي أفراد الأسرة.. إعتماد كلي شبه دائم في أولى سنوات عمره..إنشغال بكيفية تنمية المهارات الجسدية والمهارات العقلية لديه، ويُقدم الأبوان وخاصة الأم هذه الرعاية عن حب وتفانٍ ورضا وكل هذا بسبب طبيعته التي فطره الله عليها.. أن يكون طفلاً يداعب ويناغي ويأثر القلوب.
الأن هل سيظل هذا الكائن هكذا.. الحمد لله أن الإجابة هي لا.. فبمرور الأيام والأشهر يبدأ الطفل في النمو والتطور.
مراحل النمو والتطور الإنساني:
- مرحلة الطفولة المبكرة: وتبدأ من عمر يوم وحتي7 سنوات.
- مرحلة الطفولة المتوسطة: وتبدأ من عمر7سنوات وحتى 12 سنة.
- مرحلة المراهقة والبلوغ: وتبدأ من عمر12سنة وحتى 21 سنة.
- مرحلة الرشد: وتبدأ من فوق 21 سنة.
التعليم المبكر:
لنعد لموضوعنا تنمية المهارات العقلية في مرحلة الطفولة المبكرة.. يحدث هذا عندما نتبني فكرة التعليم المبكر للأطفال والذي يعني:تنمية ودعم مهارات الأطفال التي تتراوح أعمارهم منذ الولادة وحتى 6سنوات، وهذا لأن الطفل يكون أكثر قابلية للتغيير والتأقلم النفسي والبيئي ،ولهذا إتفق علماء التربية على تسمية مرحلة الطفولة المبكرة بالمرحلة الحساسة أو المرحلة الحرجة، لما لها من أثر بالغ في تنمية شخصية الطفل وإثراء مهاراته وثقل حواسه ورفع قدرته على الإستيعاب والتعلم.
أسباب الإتجاه للتعليم المبكر في مرحلة الطفولة المبكرة:
- يُولد الاطفال بعدد محدد من خلايا المخ وهي 100 مليون خلية عصبية، وتلك الخلايا غير متصلة ببعضها البعض.. والعامل المؤثر الذي يؤدي الى تشابك الخلايا العصبية هو المؤثرات الخارجية الموجودة في البيئة المحيطة بالطفل.
- الجينات تمنح المخطط الأساسي لمخ الطفل، وبالخبرات البيئية التي يتعرض لها الطفل في التعليم المبكر.. يتحدد مدى قوة وضعف التشابكات العصبية.
- الخلايا العصبية او النيورونات ترسل إشارات كهربية لتتواصل مع بعضها البعض.. وتؤدي في النهاية لتشابكات عصبية وتلك التشابكات تقوى بشكل ملحوظ عند تكرار الفعل بشكل دائم.. وهذا التكرار يسمى مجازاً بإسم الروتين.. وهنا لنطرح السؤال التالي:
سؤال: هل طفل الشارع لديه وصلات عصبية أكثر أم طفل المنزل؟
الإجابة: بالطبع طفل المنزل.. لأن تكرار الأفعال اليومية بشكل دائم (الروتين) يؤدي الى قوة التشابكات العصبية عكس طفل الشارع والذي يتعرض لمؤثرات مهولة بشكل يومي .
- الخبرات التي نتعرض لها يومياً تحدد أي الوصلات العصبية ستشتد وتبقى وأيها سيتلاشى ويفنى، وتلك الوصلات تُنشئ مسارات بسرعة البرق لتنقل الإشارات العصبية لخلايا المخ.. فعند الإهتمام بتنمية المهارات العقلية في مرحلة الطفولة المبكرة ستكون هناك وصلات قوية للعواطف والمهارات الحركية والتحكم في السلوك والمنطق واللغة والذاكرة.
ماذا أفعل كأم لتنمية المهارات العقلية لطفلي؟
- إهتمي بالغذاء المتوازن الغني بالعناصر الغذائية المتكاملة، وتجنبي السكريات لأنها تؤثر بشكل مباشر على نشاط المخ.
- في الشهور الأولى لطفلك إهتمي بإحتضانه ومداعبته والتحدُث إليه كثيراً.
- يوجد أنشطة في منهج مونتيسوري لدعم التطور البصري للطفل في شهوره الأولى تسمى بطاقات التحفيز البصري للتحميل من هنا
- إبتعدي عن الألعاب البراقة خصوصاً في شهوره الأولي وإستبدليها بعلبة فارغة وبها أشياء من المنزل لها ملامس مختلفة( ملعقة – ورقة – قطعة خشبية – قطع قماش أنواع مختلفة- كيس بلاستيكي صغير – ريشة – وهكذا)
- الشاشات.. يوجد تحذيرات عدة من تعرض الطفل للشاشات في سن صغيرة.. حسناً وفقاً لتجربتي الشخصية كنت أُعرض طفلي للشاشات وأنا بجواره وأُناقشه فيما يرى.. ونفرق سوياً بين ما هو خيال وما هو واقع.. أقوم أحياناً بكتم الصوت وأدعه هو يقوم بالأصوات بنفسه.. قسمنا النبات والجماد والحيوان من فيديوهات تنقل صور حقيقية.. إتبعت معه مبدأ المناعة لا المنع.. ولم تحدث خسائر الحمد لله.
- قراءة القصص وغناء الأناشيد وترتيل القرآن الكريم في السنة الأولى لها أثر بالغ في تطور الحصيلة اللغوية وبالتالي تشابكات عصبية أقوى.
- المكعبات والبازل الثنائي والأحجية البسيطة والرسم والتلوين ومهارات القص والصب والمهارات الحركية.. تعطي للطفل حرية في الأبداع وبالتالي مهارات عقلية أعلى.
أخيراً فترة الطفولة المبكرة من أخصب مراحل التطور العقلي لدى الإنسان.. ومن حكمة الله عزوجل أن تكون هي نفسها فترة الإلتصاق بالعائلة والتعلُم والتحفيز البيئي والأسري.. أصنعوا ذكرياتكم مع الأطفال سوياً لمهارات عقلية سوية وطفولة محفورة في الذاكرة.
دمتم بخير وإلى مقال جديد إن شاء الله