الفصام

يعتبر الفصام من الاضطرابات الخطيرة حيث أشارت المنظمة العالمية للصحة أن الفصام يصيب أكثر من 92 مليون شخص في العالم .

كما أن نسبة الوفاة تكون مرتفعة عند الفصاميين مقارنة بعامة السكان بسبب امراض مختلفة مثل امراض القلب و الاوعية ، اضطرابات الأيض…الخ.

وسوف نتناول مع موقع البرنسيسه مقاله الفصام .

لقد ارتبط الفصام ارتباطا وثيقا بالجنون نظرا لأثاره الشخصية و كذلك الاجتماعية.
تاريخيا تطرق الفصام في نهاية القرن التاسع عشر.

كما أنه ميزه على الدهان الهوسي و الاكتئاب ثنائي القطب حاليا.
و لكن تسميتة تعود إلى حيث اعتمد على مصطلح التفكك أو للتعبير عن انعزال الشخص و انسحابه من الناحية الاجتماعية.

تعريف الفصام:

يعرف الفصام على أنه “..الأختلال التدريجي للشخصية حيث يؤدي إلى عدم الانسجام و التناسق في السلوكيات بدون تأثير على القدرات العقلية”.
كما أطلق علية بالتفكك أو حيث يبصم على شخصية المفحوص و كل نشاطاته حيث تظهر غير منسجمة، غير متوافقة، في حين يحافظ الفصامي على قدراته المعرفية.

للتذكير فأن أعتبر أن التفكك يمثل أساس المرضي في الفصام حيث يقصد انشطار في الوظائف النفسية نذكر منها التفكير، الخطاب، العاطفة و السلوك أي الشخصية ككل بصفة عامة.

أبعاد الفصام وفق الجدول الاكلينيكي:

يتفق المختصون على أن الجدول الإكلينيكي للفصام يشمل على أبعاد رئيسية التالية:

البعد الذهاني :

الأعراض الايجابية و التي يقصد ظهور العراض او تشوه في الوظائف العادية.

يتمثل هذا البعد في الهذيايات و الهلاوس التي تظهر عند المفحوص الفصامي .
حيث تختلف مواضيع الهذيان حيث نجد الاضطهاد ، السيطرة، المراقبة ،…الخ.
أن أهم ما يميز الهذيان في الفصام يتمثل في غياب الوضوح و الفهم، غياب التنظيم وكذلك غرابته كما أن درجة اعتقاد المفحوص به كبيرة جدا.

فيما يخص الهلاوس فتوجد بصورة كبيرة و متنوعة حيث نجد الهلاوس بالإضافة الى الهلاوس البصرية و بصورة نادرة الهلاوس الشمية أو الهلاوس الخاصة بالشم و كذلك الهلوس اللمسية.

تتمثل الهلاوس اللفظية-السمعية في اصوات مختلفة يسمعها المريض يمكن أن تكون مألوفة لديه أو اصوات لأشخاص غرباء أو كائنات غير بشرية الشيطان مثلا مضمون الهلاوس يشمل الخوف ، التهديد، الكلام الفاحش، مضمون مقزم و محتقر المفحوص …الخ كما أنه يسمع أصوات تعلق على أفعاله و اصوات تعطيه أوامر…الخ.

البعد الأختلالي:

الانشطار و غياب الانسجام و التناسق يتضمن هذا البعد إضطراب في اهم الوظائف النفسية مثل التفكير، العاطفة و السلوك.

من حيث التفكير يظهر إضطراب في تسلسل الأفكار و ارتباطاتها ، كما تظهر الأفكار غامضة، غير منطقية، غير مفهومة بالإضافة الى لجوء المفحوص الى التجريد و النظريات غير العقلانية في محاولته تفسير الأحداث و الأشياء و هذا ما يعبر عنه بالعقلانية المرضية.

فيما يخص الخطاب يتميز هذا الأخير بغرابة كلماته، خروجه عن الموضوع ، اهتمامه بالتفاصيل غير
المهمة ، غير متوافق مع السياق الذي يظهر فيه كما نلاحظ ايضا تشوه في النظام الصوتي و كذلك تشوه في قواعد اللغة.

شاهد أيضا علي موقع البرنسيسه الاكتئاب الخفيف

الجانب العاطفي يظهر غير منسجم كذلك مع السياق الذي يظهر فيه، تظهر بدون سبب ، لا يمكن توقعها .

فيما يخص مشاعره نحو الآخرين فتتميز بالإفراط و الازدواجية حب ، كره، عدم الاهتمام.

سلوكيا لا يحترم المفحوص القواعد الاجتماعية ، سلوكاته تظهر و كانها متصنعة و نمطية ، غريبة.

مظهره الخارجي يتميز بالغرابة، غياب النظافة و عدم التناسق في الملابس.

على المستوى الاجتماعي تتميز سلوكات المريض بالغرابة حيث نجده يتكلم مع نفسه و ان تكلم مع الغير فطريقة الخطاب تكون غير مناسبة .
تظهر السلوكات الجنسية بصورة غير متوقعة كما أن عدوانيته نحو الآخرين تظهر بصورة مفاجئة أو مستمرة.

 البعد السلبي :

الأعراض السلبية أي الأعراض التي تشير الى انخفاض او فقدان الوظائف و القدرات العادية.

يشمل هذا البعد كل الأعراض التي تشير الى فقر في الحياة النفسية للمفحوص حيث نجد:

• انخفاض في التعبير الانفعالي انطلاقا من مستوى الوجه ، الأتصال البصري ، يظهر المريض كأنه
• غريب و منفصل عن العالم، لامبالاته حيث نلاحظ غياب العاطفة ، برودة في العلاقات حتى مع اقاربه الذين يتكفلون به.

• غياب التواصل و الأتصال مع الأخريين و لا يبحث عن بناء علاقات معهم و هذا ما يدفعه الى الانعزال الذي يتفاقم بمرور السنوات.
• تنخفض قدرات التركيز و الذاكر.تتميز اجابات المفحوص بالتوقف الفجائي ،غير المنتظم ، تباطئ خطابه، انخفاض في الحركة كما يمكنه أن يجلس لمدة طويلة بدون نشاط او حركة.

وهناك أيض أعراض إضافية:

تظهر اعراض أخرى في الفصام حيث نجد الاكتئاب، القلق، الخوافات، خواف الأماكن الواسعة ،الأفكار الوسواسية التي تتميز بالغرابة، اضطراب النوم، اضطراب التغذية، اضطراب في السلوكات الجنسية…الخ
كما تظهر أيضا إضطرابات عصبية نذكر منها على سبيل المثال عدم الأنسجام في الحركات.

بداية ظهور الفصام:

يظهر الفصام عند الراشد بصفة عامة في سن المراهقة حيث تظهر أعراض ذهانية في البداية تكو غير واضحة، غير صريحة حيث نلاحظ تغيرات نفسية و سلوكية مثل شعور المفحوص بالغرابة نحو ذاته ، فقدانه للمشاعر، اهتمامه بمواضيع غريبة دينية كانت ام فلسفية، ظهور اكتئاب ، الغضب ،الإحساس بعدم الراحة في وجود الأخريين ، اضطرابات في النوم، افكار انتحارية. نلاحظ أيضا انعزال المفحوص و تغيير في مظهره الخارجي.

يمكن أيضا أن تظهر افكار هذيانية و هلاوس سمعية لفظية . كما يتخلى المفحوص عن نشاطاته كالدراسة و العمل كما يبدي اهتماما بمواضيع جديدة دون وجود سبب موضوعي لذلك.

التشخيص:

يشخص الفصام اكلينيكيا حيث يكون صعب نوعا ما نتيجة تنوع الأعراض و تنوع اشكاله بالإضافة الى ظهوره في مختلف المراحل العمرية .

أن ظهور الهذيان ،الانعزال، إضطراب العلاقات الاجتماعية و المهنية بدون وجود سبب واضح ، الاكتئاب بالإضافة تاثير الأعراض على حياة المفحوص تسمح للعيادي باقتراح فرضية الفصام كتشخيص.

التشخيص الفارقي:

يجب تمييزالفصام عن مجموعة من الاضطرابات منها:

الاكتئاب ثنائي القطب أويجب التركيز خاصة على عناصر التفكك بالإضافة الى الأعراض الايجابية.

البارانويا :

ظهور هذيان البرانويا يكون في كثير من الأحيان متاخر 21 الى 41 سنة.
يتميز الهذيان في البرانويا بالتنظيم و الوضوح و غياب الغرابة كما لا نجد الهلاوس و يغيب البعد السلبي و البعد الأختلالي.

النفحات الهذيانية :

تظهر بصورة سريعة نتيجة تعرض الشخص الى أحداث مجهدة حيث نلاحظ ظهور الأعراض الأيجابية ، اضطرابات في اللغة . ما يميز الأعراض في النفحات الهذيانية انها محددة زمنيا تستمر من يوم الى شهر حيث يسترجع المريض سيره و نشاطه النفسي و ألاجتماعي بصورة عادية.

-فيما يخص الجنون الثنائي فهذا الخير يشمل شخصين حيث تربهم علاقة وطيدة و منعزلة من الناحية الاجتماعية . يظهر الفصام عند أحدهما و يستدخل الأخر في هذيانه.

-ما يميز اضطراب الوسواس القهري عن الفصام أن الأفكار الوسواسية يعترف المريض بعدم عقلانيتها و يقر بمنشاها الداخلي كما لا نجد الأعراض الإيجابية و لا اضطرابات في التفكير.

-توهم المرض يختلف عن الفصام حيث يظهر المتوهم للمرض اهتمام كبير بنقص أو عيب في أعضاء الجسد و تغيب الهلاوس و اضطرابات التفكير كما انهم لا يعتبرون أن النقص أو العيب سببه عوامل خارجية على خلاف الفصامي.

أشكال الفصام:

تاريخيا تم حصر اربعة اشكال رئيسية للفصام وهي:

الفصام شبه العظامي:

و هو الشكل الأكثر انتشارا من أشكال الفصام 51من المائة
. يظهر بصورة متأخرة نوعا ما. نجد سيطرة للأعراض الإيجابية و ظهور قليل للأعراض السلبية و الأختلالية حيث يشعر المفحوص بانه مراقب، ومتحكم من طرف كائن خرافي ، سلوكاته غير متحكم فيها. مواضيه الهلاوس السمعية اللفظية نشمل تلميحات و تهديدات ذات طابع جنسي.

تشمل الهذيانات مواضيع الاضطهاد العظامي الديني، الميافيزيقي كما نجد مواضيع خاصة بالنسب.

درجة الذكاء تكون متوسطة و التوقع لتطور المرض يكون ايجابي.

فصام المراهقة :

يظهر بصورة مبكرة في سن المراهقة حيث يتميز بظهور كبير للبعد الأختلالي و غياب الأعراض الايجابية . نجد أيضا اصابة كبيرة للقدرات المعرفية و صعوبات في التكيف الاجتماعي.

فصام الجمود العضلي التشنجي:

يتميز هذا الشكل بأعراض مختلفة مثل عدم التوافق الحركي ، افراط في الحركة أو هيجان عنيف او على العكس من ذلك نجد الذهول، وضعيات الجمود العضلي أو التشنجي لمدة طويلة مع عدم الاستجابة للمثيرات الخارجية.

الفصام المتبقي:

يمثل هذا الشكل الفصام المزمن حيث يظهر نتيجة تطورالفصام شبه العظامي بعد مدة زمنية معينة حيث نلاحظ انخفاض كبير في الأعراض الايجابية و يحل محلها الأعراض السلبية خاصة غياب العاطفة ، الانعزال….الخ.

كما يمكن أن نجد اشكال أخرى نذكر منها :

الفصام البسيط:

حيث يشير الى سيطرة الأعراض السلبية التي تظهر بصورة متدرجة و متخفية حيث نجد خاصة البرودة العاطفية، الانعزال، عدم التكيف مع متطلبات الحياة الاجتماعية…الغ و غياب الأعراض الإيجابية.

الفصام لا متمايز:

حيث يضم اعراض مختلفة و بالتالي لا يمكن تصنيفها ضمن الأشكال السابقة.

الفصام المرتبط باضطراب المزاج حيث ترتبط الأعراض الاكتئابية أو الهوسية بإعراض الفصام.

ملاحظة:

استعمل الدليل الإحصائي و التشخيصي للاضطرابات النفسية 5، مصطلح طيف الفصام للتطرق الى الاضطرابات الفصام و الاضطرابات الدهانية التي تنتمي اليه حيث تطرق الى عدة اشكال نذكر منها :

الاضطراب – الاضطراب الذهاني الوجيز، الاضطراب الفصامي الشكل، اضطراب الفصام الوجداني التوهمي.

تطور الفصام:

يرتبط تطور الفصام بعدة عوامل منها البيولوجية ، النفسية و المحيطية و لكن بصفة عامة تطور الفصام يكون نحو الحالة المزمنة حيث كما يقول الى 55 % من المفحوصين يظهرون غياب التوافق النفسي و التكيف الاجتماعي حيث تنخفض الأعراض الايجابية بعدة فترة زمنية معينة في حين تزداد الأعراض السلبية .

عوامل الخطر:

حسب معهد الدراسات الفرنسي يوجد مجموعة من العوامل تساعد في ظهور الفصام نذكر منها :

-الإجهاد حيث أنه يؤثر على العديد من مكونات المخ خاصة دماغ الحصين ، القشرة الجبهية ..الخ.

-تناول المثيرات العقلية حيث يؤثر بصورة كبيرة على المخ خاصة في مرحلة المراهقة.

العلاج:

إن علاج الفصام لا يؤدي الى الشفاء التام و النهائي و لكن يسمح بعد متابعة لعدة سنوات دون انقطاع
خطر ظهور الانتكاسة مرتفع في الفصام لمختلف التدخلات انخفاض الأعراض الإيجابية و تكيف المفحوص الأسري و الاجتماعي.

العلاج الدوائي:

حيث تلعب الأدوية المضادة للدهان ذات الجيل الثاني دورا اساسيا في خفض الأعراض الايجابية و كذلك

الأعراض السلبية مع اثار ثانوية ضئيلة جدا. يجب على المريض احترام و أخذ الجرعات المناسبة

خلال الزمن المحدد دون انقطاع.

العلاج النفسي :

اقترحت مختلف التيارات العلاجية علاجا نفسيا للفصام حيث نجد مثلا السيكودراما التحليلية و التي تخص المرضى الذين ينسجمون و يستجيبون للإطار العلاجي المقترح.

كما نجد أيضا العلاجات السلوكية المعرفية التي تهدف الى تكييف المفحوص الى التجربة الذهانية و اكتساب استراتيجيات معرفية تسمح للمريض بالتكيف من خلال تصحيح العجز المعرفي، تغيير الأعراض الذهانية و المعناة المرتبطة بها.

كما أن ظهور المقاربات النفسو- بيداغوجية الأسرية في بداية الثمانيات من القرن الماضي (سمح بالتكفل بالفصامي و أسرته )و التي تهدف اساسا الى التعاون بين كل المتدخلين من الممارسين، الأسر و المريض الفصامي بالإضافة الى تخفيف معاناة الأسرة و ذلك من خلال دعم و مساندة مجهوداتهم الرامية إلى شفاء المريض .
حيث يقوم المختص بالاهتمام بالحاجات الإكلينيكية و الاجتماعية للمريض، تقديم المساعدة الضرورية لتسيير العلاج الدوائي ، بالإضافة الى العمل النفسي مع الأسرة .