اسلاميات
الصبر علي الرزق وضيق الحال
محتوى المقالة
الصبر علي الرزق وضيق الحال فالاسلام يحث على العمل وينهى عن البطالة والكسل لقد حثنا ديننا الاسلامي على العمل في كثير من آيات القران الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
الاسلام يحث علي العمل
الرزق على الله الرزق في القرآن
(وَقُل اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّه عَمَلُكُم وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ.)
وقال في مصدق التنزيل (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ.).
ومن هنا
فان الرسول عليه السلام واصحابه الكرام ومن سار على دربهم قد شمروا عن ساعد الجد وجاهدوا قدر استطاعتهم في خدمه ومساعدة دينهم وأمتهم حتى ان الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: (لَوْ قَامَتْ الْقِيَامَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَة فليغرسها.).
هذا ما امرنا
اليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولما ورد عنه صلي الله عليه وسلم عندما جاءه رجل من الانصار يسأله فقال له الرسول الكريم: (أَمَّا فِي بَيْتِك شَيْءٌ؟ قَالَ بَلَى حِلْسٌ (وَهُوَ كِسَاءٌ يُفْرَشُ فِي الْبَيْتِ) نَلْبَس بَعْضُه ونبسط بَعْضُه وَقَعْبٌ (هو إنَاء انشرب فِيهِ الْمَاءُ) قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ائْتِنِي بِهِمَا فَأَتَاهُ بِهِمَا فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ (يعني أَجْرًا مَزَادٌ عَلَيْهِمَا) قَالَ الرَّجُلُ أَنَا أَخَذَهُم بِدِرْهَم قَالَ مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ قَالَ رَجُلٌ أَنَا أَخَذَهُم بِدِرْهَمَيْن. فَأَعْطَاهُم إيَّاهُ وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا الْأَنْصَارِيُّ وَقَالَ اُشْتُرِي بِإِحْدَاهُمَا طَعَامًا وَخُذْه إلَى أَهْلِك وَأَشْتَرِي بِالْآخَرِ قَدُومًا فاءتني بِهِ فَشَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُودًا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ : اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَبِعْ وَلَا أَرَيَنَّكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَحْتَطِب وَيَبِيع وَقَدْ أَصَابَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ فَاشْتُرِي بِبَعْضِهَا ثَوْبًا وببعضهما طَعَامًا قَال – رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – هَذَا خَيْرٌ لَك مِنْ أَنَّ تَجِئ الْمَسْأَلَةُ نُكْتَةً فِي وَجْهِك يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وهو التواضع والذل لله في طلب الرزق وهنا الرزق بيد الله
فهذا امر مباشر من الرسول صلى الله عليه وسلم على العمل مهما كان عسير او على الابتعاد عن مواطن الذل وطلب الغير والسؤال فالسعي لعمل شرف مهما كان متواضعا.
الرزق ليس هو المال فقط.
الكثير ثم الكثير من الناس ينظرون الى الرزق نظره صغيرة قاصره فهم يتصورون انه المال فحسب كلا وألف كلا.
قال ابن منظور في لسان العربي الرزق هو ما تقوم به حياه كل كائن حي مادي كان او معنوي.
فالإيمان رزق وحب النبي رزق وحب الصحابة رزق والعلم رزق والخلق والزوجة الصالحة رزق والحب في الله رزق والمال رزق وما انت فيه الان رزق وصيامك للنهار رزق وقيامك لليل رزق رضا الوالدين رزق الهواء رزق. فوجب علي الخلق الصبر علي الرزق وضيق الحال
وغير ذلك من الامور المعروفة والرزاق في كل هذه الارزاق هو الله
قال تعالى سبحانه وتعالي
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَم مسترقها ومستودعها كُلٍّ فِي كِتَابِ مُبِينٍ.).
ارزاق العباد على الله تعالى.
واقر الله سبحانكما انه لا يوجد خالق غيره خلق ورزق دون عناء ولا كلفه ولا مشقه فلو سأله الخلق جميعا فأعطاهم لم ينقص ذلك من ملكه شيء كما قال في الحديث القدسي الجليل عن ابي ذر – رضي الله عنه – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن الله سبحانه وتعالى انه قال (يَا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْت الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَّالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُم ضَالٌّ إلَّا مِنْ هَدِيَّتَه فاستهدوني أَهْدِكُم يَا عِبَادِي كُلُّكُم جَائِع إلَّا مِنْ أَطْعَمْتَه فاستطعموني اطعمكم يَا عِبَادِي كُلُّكُم عَار إلَّا مِنْ كُسْوَتِه فستكسوني اكسكم . يَا عِبَادِي أَنَّكُم تُخْطِئُون بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا اغْفِر الذُّنُوبَ جَمِيعًا فاستغفروني أَغْفِرَ لَكُمْ يَا عِبَادِي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فتضروني وَلَن تَبْلُغُوا نَفْعِي فتنفعوني يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلُكُم واخركم وانسكم وجنكم كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مِلْكِي شَيْءٌ. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلُكُم واخركم وانسكم وجنكم كَانُوا عَلَى أَفْجَر قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مِلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلُكُم واخركم وانسكم وجنكم قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْت كُلُّ إنْسَانٍ مِنْهُمْ مَسْأَلَتِه مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إلَّا كَمَا يُنْقِصُ الْمَخِيط إذَا أَدْخَلَ الْبَحْر يَا عِبَادِي إنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ .)سبحانه وتعالى هذا المبدأ. اكدا هذه القاعدة في كتابه. فلا يوجد رازق غيره الصبر علي الرزق وضيق الحال
ومن آيات الله سبحانه وتعالى التي توكد هذه القاعدة قول الله سبحانه وتعالي (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسِ إلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مَنْ رُزِقَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُون إنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاق ذُو الْقُوَّة الْمَتِين.)فوجب علي الخلق الصبر علي الرزق وضيق الحال
معني الآية هو الذي يرزق مرة بعد مرة وهو الرزاق لجميع عباده وقوله (ذو القوة المتين) يدل انه لا يعجزه أي شيء من هذا العطاء والرزق للعبادة فالرزق مضمون لمحاله
وعد الله بالرزق فلم الهم؟
الرزق فالاسلام يحث على العمل وينهى عن البطالة والكسل لقد حثنا ديننا الاسلامي على العمل في كثير من آيات القران الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
قال سبحانه وتعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون).
وزجر الله الذين يقتلون اولادهم بغير حق لا لشيء الا الخوف ان يأكلوا من طعامهم فيقلل عليهم ارزاقهم. فقال جلا جلاله (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْن نرزقهم وَإِيَّاكُمْ أَنْ قَتْلِهِم كَانَ خَطَأً كَبِيرًا.).
وقال سبحانه الله وتعالى (وكَائِنٌ مِنْ دَابَّةٍ لَا تُحْمَلُ رِزْقُهَا اللَّه يَرْزُقَهَا وَإِيَّاكُم وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) فوجب علي الخلق الصبر علي الرزق وضيق الحال
تفسير كل ذلك كما يقول -ابن كثير – رحمه الله – (لا تطيق جمعه ولا تحصيله ولا تدخر شيء لغد. (الله يرزقها). أي يقيض لها رزقها على ضعفها وييسر عليها فيبعث الى كل مخلوق في هذا الكون من الرزق ما يصلحه حتى النبات في قرار الارض والطير في الهواء والحيتان في الماء)
قعد ابراهيم ابن الادهم – رحمه الله -يوما ووضع بين يديه بعضا من قطع اللحم المشوي. فجاءه قطه فأخذت قطعه من اللحم وجرت فجرا وراءها واخذ يراقبها فوجد القطه قد وضعت قطعه لحم فيما كان مهجور امام حفرة في باطن الارض ثم ذهبت فزاد عجبه وظل يراقب المشهد باهتمام وفجاه خرج ثعبان اعمى يخرج من الحفرة في باطن الارض ويسحب قطعه اللحم الى داخل الحفرة مره اخرى فرفع الرجل راسه الى السماء وقال سبحانك يا من سخرت الاعداء يرزق بعضهم بعضا. وهذا اصلا ومهم من اصول الايمان ان يعلم الجميع ان رزق الله تعالى الذي قدره لا يفوت العبد بلا لا بد من تحصيله.
لما ورد عن رسول – الله صلى الله عليه وسلم – (مَا تَرَكَتْ شَيْئًا مِمَّا أَمَرَكُمْ اللَّهُ بِهِ إلَّا وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ وَلَا شَيْءَ مِمَّا نهائكم عَنْهُ إلَّا وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ وَإِنْ الرُّوحُ الأَمِينُ قَدْ أُلْقِيَ فِي رُوعِي أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسِي حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقُهَا)
فلو ان الخلق عملوا بذلك وامنوا به لما كان هناك سرقه ولا نهب ولا غصب ولا اختلاس ولا تحايل على قضية الرزق. فقدر الله ات لا محاله. ومن لم يقدر فلن يستطيعه العبد ولو بذل في سبيل ذلك الدنيا وما فيها
لما ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول (يَقُولُ ابْنُ آدَمَ. مَالِي مَالِي وَهَلْ لَك يَا ابْنَ آدَمَ مَالِكٍ إلَّا مَا أَكَلْت فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ أَوْ مَا أَعْطَيْت فَأَمْضَيْتَ)
الله هو المتحكم في أرزاق الخلق
وهذا أصل مهم من اصول الايمان بقضيه الرزق فالله سبحانه هو المتصرف وحده في ارزاق العباد يجعل من يشاء غنيا كثير الرزق ويقدر على اخرين وله في ذلك حكم بالغه قال الله جلا جلاله (ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر انه كان بعباده خبيرا بصيرا).
وقال سبحانه وتعالي
(وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْن نرزقهم وَإِيَّاكُم وَإِن قَتْلِهِم كَانَ خَطَأً كَبِيرًا)
وفي الأثر
عن ابن كثير قال معنى ذلك انه خبير بصير بمن يستحق الغناء ومن يستحق الفقر من العباد فمن الخلق لا يصلح حاله الا بالغناء فان اصابه الفقر فسد حاله ومنهم عكس ذلك.
وقال الله سبحانه وتعالى
(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يَنْزِل بِقَدْرِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادَة خَبِيرٌ بَصِيرٌ) ولو اعطاهم فوق حاجته من الرزق لحملهم ذلك على البغي والطغيان من بعضهم على بعض
وقال سبحان وتعالي
(وَأَنَّ مَنْ شَيْءٍ إلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنِه وَمَا ننزله إلَّا بِقَدْرِ مَعْلُومٍ.)
قال الله تعالى: (فَتَقْبَلَهَا رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وانبتها نَبَاتًا حَسَنًا وَكِفْلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ إنِّي لَك هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أَنْ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ.).فوجب علي الخلق الصبر علي الرزق وضيق الحال