تربية الأولاد
أهم 3 مبادئ لنهج مونتيسوري
محتوى المقالة
كيف يتعلم الطفل؟
من الأشياء التي كانت تشغل بال ماريا مونتيسوري.. هي طريقة عمل عقل الطفل في سنوات عمره الأولى.. ومن الأفكار التي تم تأكيدها عند متابعة الأطفال في فصول مونتيسوري عن قرب هي أن:
- كل طفل مستقل بذاته.
- كل طفل مختلف عن باقي الأطفال في نفس عمره.
- لكل طفل طريقته الخاصة في التعلُم تناسبه هو وتأتي بأفضل النتائج معه هو دون غيره من الأطفال.
- قد يشترك الأطفال في الكثير من السلوكيات، ولكن طريقة عمل المخ تشبه البصمة الخاصة بكل طفل وتُميزه عن الأخر.
وفي فصول مونتيسوري يتم التركيز على أن يتعلم الطفل بنفسه فقلما نجد دروس جماعية في الفصل.. أيضا للطفل الحرية في الإستمرار في النشاط أو إنهائه في أيام أو أسابيع أو ربما شهور.. حتى يكون النشاط سهل جداً بالنسبة له.. ومن علامات إتقان الطفل للنشاط وإكتسابه للمهارة المرجوة منه هو تعليمه لمن هم أصغر منه سناً.
شاهد أيضا: إكتشاف الطفل وفق منهج مونتيسوري (8 إكتشافات)
وعن مبادئ نهج المونتيسوري لتعليم الأطفال:
المبدأ الأول: الإستقلالية
تبدأ إستقلالية الطفل منذ ولادته.. أراكم تندهشون من ذلك!! ولكنها الحقيقية، فالطفل منذ ولادته يكون له القدرة على فعل أشياء لنفسه بدأً بالرضاعة ومروراً بمحاولته الإمساك بأي شئ يقترب من قبضته الصغيرة.. ووصولاً إلى محاولة إطعام نفسه.. والجلوس بمفرده…. الخ.. وعلينا كقائمين على رعاية الطفل توفير البيئة المُساعدة التي توفر له نمو بدني وذهني سليم.. فبالإمكان توفير له أدوات تلائم حجم قبضته.. فالهدف من تعليم الطفل دائما هو إعطاءه القدر الكافي من المساعدة المطلوبة وترك أغلب المساحة لإستكشافه بالمحاولة والتجريب والخطأ ثم التمييز بين الصواب والخطأ واختيار الصواب بملئ إرادته.
أعلم أن هذا الأمر قد يكون من الصعب تطبيقه في المنزل خاصة مع وجود أكثر من طفل.. ولكن صدقيني الوقت القصير أو الطويل الذي يستغرقه تنظيم الفوضي من ورائهم هو قصير نسبياً لِكَمْ المهارات التي سيتعلمها الطفل على مدار الأيام.
المبدأ الثاني: الحرية.
تحدثنا سابقاً عن حرية الطفل في إختيار النشاط، والحرية في الإستمرارية في هذا النشاط أو الإنتقال لغيره.. بشرط إتقان المهارة التي يخدمها النشاط.. مثال صب الحبوب من وعاء لأخر بإستخدام الملقط الصغير.. هذا نشاط ينمي مهارة التأزر البصري والحركي.
شاهد أيضاً: لماذا نتجه لنظام مونتيسوري
أما الآن سنتحدث عن الحرية بمعناها المجرد..
سؤال: هل فصل مونتيسوري هو المكان الذي يفعل فيه الأطفال ما يحبون أو أنه المكان الذي يحب الأطفال فيه ما يفعلون؟
والإجابة على هذا السؤال تكمن في الحرية والنظام.. فهما رُكني الأساس الذي يبني عليه الطفل تعامله داخل الفصل ومع معلميه وزملائه.. وقد تساءل الكثيرين عن سر تهذيب الأطفال في فصل مونتيسوري؟.. ولعل ظنهم ذهب إلى التهديد مثلاً أو ما شابه.. ولكن هذا الظن إختفى بمجرد رؤية المعلمين وعدم فرضهم شئ، كذلك كون العملية التعليمية محورها شغف الطفل وليس منهج المعلم.. وقد إكتشفت ماريا مونتيسوري أن الحرية التي وفرتها للأطفال هي التي دفعتهم ألى إظهار الإستقلالية والمسؤلية تجاه البيئة المحيطة بهم.
أيضاً فكرة أن تلك الحرية أدت إلى إظهار التهذيب الفطري لدى الأطفال.. أما التهذيب الذي يحدث نتيجة سلطة ما تُمارس على الطفل.. فبمجرد زوال هذه السلطة يظهر السلوك الغير منضبط.. فالأطفال يكرهون السلطة المُمَارسة عليهم.. لأن الضغط يولد المقاومة.. أما الحرية تبعث على الاستقلالية وأن يحب الطفل ما يفعل أكثر من كونه يفعل ما يحب.
المبدأ الثالث: التهذيب
من قواعد التعامل في فصل مونتيسوري:
- مُراعاة الأشخاص المتواجدون في محيط الطفل
- مُراعاة الكائنات الحية الموجودة في البيئة من نباتات وحيوانات أليفة فلا يسبب أذى لهم.
- الإعتناء بكل الأدوات المحيطة به.
- الإعتناء بالأطفال الأصغر سناً.
- تحمل مسؤلية ترتيب الفوضي.
- تقسيم المهمة الكبيرة إلى عدة مهام صغيرة.
كل تلك القواعد مع إعطاء الطفل مساحته الشخصية وتشجيعه على الحرية تجعل التهذيب الداخلي ينبع من داخل الطفل.
إذا ما دور الكبار طالماً أن الطفل مفطور على التهذيب؟
الكبار هم القدوة والمرشد الداعم للطفل.. فكل القواعد السابقة لابد لها من تدريب وتمرين، يقوم به الكبار أمام الصغار مع الحث على تقبل القواعد الموضوعة وعلى الأطفال إتباع التعليمات للوصول إلى
مستويات الطاعة والتي تنقسم إلى ثلاث مستويات:
المستوى الأول:تحت ثلاث سنوات:
والطاعه هنا تكون غير حقيقية لأن الطفل يكون غير قادر على طاعة الأمر إلا إذا لبى إحتياج داخلي لديه.. وهذا أيضا بسبب كون شخصية الطفل لم تطور بالقدر الكافي ليطيع الكبار فهو لا زال تحت شعار “أنا ثم أنا ثم أنا والأن”.
المستوى الثاني:فوق ثلاث سنوات:
وهنا يكون الطفل قادر على فهم رغبات الكبار ولكن لايزال بإرادته القدرة على الطاعة أو العصيان.
المستوى الثالث: الطاعة المبهجة:
وهي أن يقوم الطفل بالطاعة بملئ إرادته وهو سعيد وفرحان وهذا لأنه يقدر قيمة الطلب المعروض عليه.. ويقدر كونه مؤثر في بيئته.. وليس مجرد عاله على من حوله.
والسؤال هنا هل بالفعل هذا واقع يمكن تطبيقه أم أنه كلام مقالات على النت.
إنتظروني والمقال القادم لنعرف الحقيقة سوياً