Connect with us

تربية الأولاد

لماذا إنحرفت القيم الأخلاقية؟

Heba Bakheet

نشر

على

لماذا إنحرفت القيم الأخلاقية؟

القيم الأخلاقية القائمة على احترام حدود الأخرين وإعلاء قيمة الإيثار أو على الأقل حب للغير كما نحب للنفس.. من الأشياء التي تجعلني أتنفس وأأمن على نفسي وولدي في محيطي الضيق ومجتمعي الكبير..

ومنذ إنحرفت القيم الأخلاقية عن مسارها الطبيعي في تربية وتهذيب النفوس..وأصبح الأمر مجرد شعارات مرفوعة أو اقنعة مزيفة يرتديها الناس فقط للحفاظ على نوع من التواصل البشري.. وباتت نفسي تشعر بالضيق والهروب من الواقع وتعاملات البشر..

ولكن متى ولماذا ذهبت الأخلاق (إلى غير رجعة؟.. وهل ستعود  يوما؟ دعونا نتحدث سوياً في هذا المقال هنا على موقع البرنسيسة .. هيا بنا…

مدينة القيم الأخلاقية

يحكى أنه في زمان غير هذا الزمان وفي مكان لم نر مثله من قبل ،اجتمعت قيمة الحكمة مع قيمتي الخير والجمال.. وبدأت الحكمة في الحديث:

*أاااه هؤلاء البشر كم أشعر بالشفقة عليهم.. يعيشون في غابة كبيرة .. هم من صنعوها بأنفسهم لأنفسهم.. أصبحو محبوسين داخل فقاعة من شهواتهم وأطماعهم.. وقلما ينجو فريق منهم.

ردت عليها قيمة الخير:

**أشعر كما تشعرين بل وأكثر.. فقد خلق الله البشر كل منهم يحمل في طياته الخير والشر.. فليس كل الناس حكماء ولكن كل البشر أخيار.. لماذا منذ تركنا دنياهم لم يفتقدني أحدهم؟؟ ألهذه الدرجة تلبَّس الشر في قلوبهم حتى أصبحو لا يفرقون بين الحق الباطل؟!

بكت قيمة الجمال وانهمرت دموعها وأنَّت أنين ألم ولم تنبث ببنت شفه.. فأحاطت بها قيمتي الحكمة والخير وبكوا معاً.

الجمال

الجمال

القيم الأخلاقية في دنيانا

مرحبا بكم.. أنا قيمة الولاء،  أحيا بينكم منذ خلق الله البسيطة.. ولا أخفيكم سراً فانا اتواجد بكثرة في نفوس الصغار.. أما الكبار فهجروني منذ زمن بعيد.. كلما زادت المجتمعات واختلف البشر.. كلما قلت درجة ولائهم لبعضهم البعض..لا ضير، بما أنني لازلت في نفوس الصغار فأنا راضية.. المشكلة الحقيقة بدأت منذ أن عادت بعض القيم إلى مدينة القيم الأخلاقية.. أفتقد كثيرأً قيمة الحكمة والخير والجمال.. لم يستطيعوا البقاء على الأرض بعد كل ما يحدث من ساكنيها.. كذب وخداع ونفاق وخراب ودمار وقتل ….

مقالات ذات صلة  سكينة الأسرة واقع بحاجة الى تطبيق

عذرًا أصابني الغثيان.. كانت كثيراً ما تهون علي قيمة الخير.. ولكن أيناها الأن.. المصيبة أن العدل قرر الرحيل.. دائمًا ما كان يقرر هذه القرارات في أحقاب الزمن المختلفة ولكن في كل مرة كانت الحكمة تُرجعه عما نوى.. حاولت معه كثيراً كثيراً ولكنه مصر هذه المرة.. قال لي أنه أصبح لا يحتمل الحياة بعدما عادت الحكمة والخير إلى مدينة القيم الأخلاقية.. وأنه يفتقد الجمال كثيراً لذا سيرحل الى غير رجعة.. ألا أجد من يعينني على إبقاءه معنا؟ حتى الصبر تخلى عنى.. ستصبح الحياة لا تحتمل بعدما يرحل العدل.. وأصبحت أسأل نفسي كثيراً.. ماذا لو رحلت كل القيم؟.. وهل سأتحمل أنا الولاء البقاء وحدي في عالم البشر؟؟

حكاية سمر

ازداد الهمس كثيراً اليوم.. لا مشكلة فأنا أحب أن استمع إليهم.. حواراتهم ممتعة واحاديثهم مضحكة في بعض الأحيان.. كثيراً ما أشعر أني أطفو فوق غيمة شاردة.. وأصبحت أحب أن أغمض عيناي لأتصل أكثر بهذا العالم المدهش..

أخ، عذراً.. ألم أقل لكم من أنا ومن هي رفقتي الجديدة التي أستمتع بأحاديثهم.. حسناً لنبدا من جديد.. أنا سمر..حباني الله بموهبة فريدة وهي قدرتي على سماع افكار القيم الأخلاقية.. بل والأكثر من ذلك فأنا في طريقي إلى مدينتهم الخلابة لاسترجاع قيم( الحكمة والخير والجمال والعدل).. أسمعكم تتسائلون من أين لى بذلك.. إنها صديقتي الولاء .. في ليلة مقمرة كنت جالسة كعادتي أتفكر في مخلوقات الله البديعة.. وإذا بالولاء تظهر أمامي كنسمة هواء باردة.. داعبت أنفي ووجنتاي وبدأت بالهمس.. ومن يومها لم يتوقف هذا الهمس اللطيف والذي عرفت منه خبايا وأسرار عالمنا وعالمهم..

تريدون أن تعرفوا ما أعرف وتأتوا معي في رحلتي مع الولاء؟؟

أطفئوا صخب الحياة إذا وأغمضوا عيون قلوبكم عن ملذات الدنيا ، وإنطلقوا معنا…

مقالات ذات صلة  15نصيحة لتربية الأطفال على التعاون

هناك.. تحت شجرة الحكمة

شجرة الحكمة

شجرة الحكمة

وصلنا مع أول خيط للفجر..

مدينة ليست كأي مدينة.. كان الصباح ينشر أنواره والشمس البهية تظهر ببطء فيبدو ضيائها كالجبل الوضاء.. هواء بارد يغلف جسدي ويداعب حجابي.. وعلى بعد أمتار كانت الحكمة تستند على شجرتها.. بخطى حثيثة اقتربت تتقدمني الولاء..وقالت مبتسمة:

*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أجفلت الحكمة وأمعنت النظر.. ثم شهقت شهقة فزع سريعًا ما تداركتها وعادت الى الهدوء…

**ولاء كيف تتركي أرض البشر ظننا الأمل فيكي ..ومن معكي؟ كيف تجروئين على كشف سرنا بل ومكاننا.

*اسمي ولاء وصفتي كاسمي.. فلدي ولاء فطري للبشر.. الدنيا أصبحت خراب منذ رحلتي ومعكي الخير والجمال وإنضم إليكم العدل.. أصبحت الحياة هناك غابة موحشة قاسية…

بإزدراء قاطعتها الحكمة: ** ومنذ متى لم تكن كذلك..

تنحنحت قائلة بصوت هادئ رصين:

***السلام عليكي أيتها الحكمة.. لم أتي الى هنا إلا وكلي أمل يملا قلبي أنني لن أعود دونك ورفقتك.. فلولا وجودك هنا وثقتي في صفتك لما أتيت.. أنا….

وقبل أن اكمل حط علينا من علِ العدل .. الذي إنتفخت أوداجه عندما رأني وبات يهاجمني والولاء معاً.. فاستيقظت قيمتي الخير والجمال وأصيبوا بالصدمة من مرآي.

شعرت بالرجفة وأن الأمور ستخرج عن السيطرة حتى نطقت الولاء..

*إسمعوني جميعاً.. منذ ترك العدل دنيا الناس والأمور إزدادت سوءاً وخرجت عن السيطرة وحتى القيم الأخلاقية الأخرى باتت عالقة هناك

( المساواه- الاحترام – النزاهة- الأمانة- الشجاعة- الصدق- المسؤلية- العطف- التضامن- التسامح – الحب- الحلم- المشاركة – التعاون – الإخلاص-الصبر- المروءة- المودة- الإحسان- الاعتدال- الكرم- الإيثار- سلامة الصدر- الرفق- الحياء- الشكر- العفة- الوفاء- الشورى- التواضع- العزة- الستر- العفو- البر- الرضى- القناعة والألفة) كلهم هناك .. لذا لم أجد بُداً من كشف هويتي لأحد البشر.. وبعد عناء بحث وجدت سمر.. ولم تخيب ظني ولو لمرة واحدة.. فهي جريئة مقدامة متحدثة لذا صحبتها معي إليكم علكم تقتنعون مثلي أن هناك أمل وأنه طالما الشمس بازغة هنا وهناك ولنا نفس الغيوم ونفس الهواء.. كما لنا قيمة خلقية تجمعنا معاً وهي سبب مجيئي إليكم اليوم..

مقالات ذات صلة  تنمية المهارات العقلية في مرحلة الطفولة المبكرة

إنه الحب يا سادة..ولائي يتمثل في حبكم وحبهم.. ذكرت كل هذه القيم عل حنين الحب يشتعل في قلوبكم فتأتوا معنا.

لازال الله جل وعلا خالق الحياة على ظهر البسيطة.. لم تقم القيامة بعد.. لازال بينهم صغاراً يحتاجوا إلينا نحن القيم ليحققوا ما خُلقوا له.. العبادة وعمارة الأرض.. وجدت في سمر قلباً يحوي في طياته طفلاً نابضا بكل خير وجمال وحكمة وعدل.. فعرفت أنكم لازلتم هناك.. فأتيت بها إليكم.. كدليل إثبات..عودوا معي ولنبدأ مع صغارهم من جديد..

إستمعنا جميعا في وجل وعندما هممت بالحديث دق جرس المنبه فإستيقظت تداعب ثغري إبتسامة هادئة.. فالحمد لله أنه حلم وأن القيم الأخلاقية لازالت بيننا هي فقط بحاجة إلى إعادة إحياء.. فمن لها؟؟

سأستهدف الصغار..صغاري وصغاركم.. كل صغير من حولي.. وأنتم كذلك..وإلى هذا الحين فإلى لقاء ومقال جديد إن شاء الله.

أنا هبةالله كاتب ومحرر فى موقع البرنسيسة - EL princesa أم أشبه الكثير من الامهات .. اشبهكِ أنتِ أسعى للمعرفة والتعلم ونفع الغير.. أحب الشمس ونور النهار والقراءة والهواء الطلق. معلم مونتيسوري معتمد من مؤسسة غراس لدعم الطفولة المبكرة. حلمي كحلمك.. نشء صالح وبيت هادئ وجنة عرضها السموات والارض..

Advertisement

أحدث المقالات

الأكثر قراءة