اسلاميات
فضل الصدقة
محتوى المقالة
فضل الصدقة أيها الإخوة الأعزاء: حكمة الله العلي ان يفرق بين الرجال بان يغنيهم، ويجعلهم فقراء، ويقويهم، ويجعلهم ضعفاء، ويجعلهم عارفين، ويجعلهم غير مكتسبين.
قال الله تعالي: –
(نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضُهُم فوق بعض درجات)
هذا الاختلاف بين الناس هو اختلاف (تنوع)، يمكن أن يجعل الناس يتحدون ويتعاونون، حتى يتمكن الناس من تبادل الاحتياجات بينهم، الفقراء والأغنياء، والضعفاء والاقوياء، بحيث لا يستطيع الناس الاستغناء عن مواطنيهم او الاستغناء عن بعضهم وهذا جزء من فضل الصدقة علينا.
قال الله تعالي: -.
(نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضُهُم فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذ بعضهم بعضا سخريا)
في هذا الاختلاف بين الناس هناك أيضًا اختبار للرفق والنعمة للأرواح الغنية والقوية، فكيف ترى الضعيف والفقير والأرامل والأيتام والمحتاجين؟
قال الله تعالي
(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارُ إذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى إنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسُنّيَسْرُه للعسرى ومَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إذَا تُرَدّ أَنَّ عَلَيْنَا للْهُدَى وَإِن لنا لِلْآخِرَة وَالْأَوْلَى فأنذرتكم نَارًا تظلا لاَ يَصْلاَهَا إلاَّ الاشقى الذي كذب وتولى) ونذكر هنا فضل الصدقة
.
من ينجح في إعطاء الصدقة، فهو رجل ارتفع شانه، وأعطى ماله، وأعطاه ما أعطاه الله طلباً لرضا الله تعالى
قال الله تعالي: –
(وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعَمِهِ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الاعلى ولسوف يرضى)
من بين الأغنياء والأقوياء الذين اجتازوا اختبار النعمة بنجاح، يطلق العنان لعبودية الله القدير بمحبة وعطاء وإنفاق و الصبر .
قال الله تعالي: –
(هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُم فِيمَا أَتَاكُم إنَّ رَبَّك سَرِيع الْعِقَاب وانه لغفور الرحيم.)
في حديث القرآن الكريم، اتخذ إبراهيم سلطانا عظيما عليه السلام
قال الله تعالي: –
(قَدْ كَانَتْ لَكُمُ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ والذين معه.)
أي إبراهيم، رحمه الله، جمع كل صفات الخير، لم يترك شيئًا منها، فكان رحيمًا، كان لطيفًا، كان متعاطفًا نعم، يتقبل، إنه صبور، انه ذكي وهذا فضل الصدقة .
ومن أبرز صفات الخليل إبراهيم عليه السلام وكرمه.
- كان أول من ضرب كلمة الله بالسيف،
- وكان أول من يكرز على المنبر،
- وكان أول من أخذ العكاز،
- وكان أول من ختن،
- وكان أول من قطع أظافره.،
- كان أول من قطع لحيته،
- وكان أول من استخدم السواك،
- وكان أول من اغتسل بالماء،
- وكان أول من يرتدي البطال،
- وكان أول من صغر رأسه،
- وكان أول من سمي المسلم بمسلم،
علية الصلاة والسلام
قال الله تعالي: –
.. {قَدْ كَانَتْ لَكُمُ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ والذين معه.}
انفاق المال في سبيل الله
إذا تحدثنا اليوم عن فضل الصدقة وإنفاق المال في سبيل الله، فإن إبراهيم عليه السلام كان أول من أنفق المال في سبيل الله. كان أول من استقبل الضيوف ففرحه وكرمه. باللحم والمرق) وهو أنقى وأطيب غذاء وهو طعام العرب
قال الله تعالي: –
{وَجَاهَدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُو اجتباكم وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّة أَبِيكُمْ إبْرَاهِيمَ هُوَ سماكم الْمُسْلِمِينَ مِنْ قِبَلِ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُول شَهِيدًا عَلَيْكُم وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ وَمَوْلَاكُم فَنَعَم المولى ونعم النصير}
قال الله تعالي: –
(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامًا قَوْمٌ مُنْكَرُونَ فَرَاغَ إلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إليهم قال الا تأكلون)
.
أرق وأطيب الأماكن، وسارع إليها في (القرى)، القرية لإطعام الضيوف. قال ابن عباس: هم ثلاثة ملائكة هم جبريل وميكائيل وإسرافاي رحمهم الله. جاؤوا لإبراهيم ليبشروا بإسحاق، وبعد إسحاق يعقوب جاءوا إليه أيضًا وأعلنوا هلاك قوم لوط عليه السلام الفاسقين.. فبقوا تلك الليلة ضيوفًا على إبراهيم، عليه السلام.، فيخدمهم بنفسه، فهو رسول صلى الله عليه وسلم. حمل معه العبد عجلًا مشويًا سمينًا على الأحجار الساخنة التي لم يتم حرقها، اختار إبراهيم إطعام ضيفه (بقرة سمينة) الذي كان عمره ثلاث سنوات فقط، ليضيف إلى كرامته وحبه للضيافة والتغذية والاستهلاك في سبيل الله.
الزمخشري من الكشاف: إبراهيم رحمه الله لم يأكل الغداء إلا إذا كان ضيف..
قال المناوي: كان إبراهيم عليه السلام يُدعى أبا الضيفان لأنه كان يمشي أميالاً باحثاً عمن يأكل معه..
من أعظم الأنبياء. المرسلين ابراهيم عليه الصلاة والسلام.
قال الله تعالي: –
(وَلَقَد جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيم بالبشرى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِس ان جاء بعجل حينئذ.)
وكلمه الله تعالى وأوكله الله تعالى وعزى الفقراء والمحتاجين والأرملة واليتيم والضيوف، فوفى إبراهيم بوعده لله.
أدعو الله العظيم رب العرش العظيم أن يفتح لنا أبواب رحمته ويثرينا بكرمه في كل شيء إلا له.
الكرم والفضل لله تعالى الجزية من خلال الخليل إبراهيم عليه السلام ومثل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي حافظ على القرابة، وحمل كل شيء، وكسب المحتاجين، ولترفيه الضيوف، ومساعدة مصائب العصر. ويبقى أن يقال:
ما فضل الصدقة في نفوس الناس؟
- انها تطفي غضب الله سبحانه وتعالي كما ورد عن النبي – علية الصلاة والسلام – قال: ان صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالي وتزيد الرزق .
- انها تمحو السيئة وتذهب نارها كما ورد عن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال: الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.
- ان في فضل الصدقة دواء للأمراض القلبية كما في قوله لمن شكي الية قسوة قلبه كما ورد عن النبي عندما جاءه رجل يشكو اليه قسوة قلبه فقال له: (إذا اردت تلين قلبك فاطعم المسكين وامسح راس اليتيم)
- ان العبد انما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالي: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)
- بالصدقة تبقى النفوس طاهرة وطاهرة
قال الله تعالي: –
(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصُلِّيَ عَلَيْهِمْ أَنْ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لهم والله سميع عليم)
مع الصدقة تتبدد جبال الاستياء التي تراكمت بين الناس. بالصدقة يبقى القلب في المحبة، وما دام المسلمون يرحمون بعضهم بعضاً فإنهم يظلون لطفاء. بقي فيه ملاكان. فقال أحدهما: اللَّهُمَّ خَلَّفَ لمن أنفق مالاً، وقال الآخر: اللَّهُمَّ خَلَّفَ مَنْ أُصيبَ،
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم. الصدقة هي التي تحيا الإيمان في قلوب المؤمنين.
عن أبو هريرة -رضي الله عنه – ان الرسول الله – صلي الله عليه وسلم – قال: قال الله أنفق يا ابن ادم أنفق عليك) ففي الحديث الحث على فضل الصدقة واتباع لما امر به سيدنا محمد علية الصلاة والسلام
اقر المزيد من موقع البرنسيسة