Connect with us

قصص

النافذة

Ezz‏ Haitham‏

نشر

على

النافذة

في مستشفي كان يوجد مريضان احدهما جالس بجانب النافذة وكان ينتظر اجراء عملية بالقلب ( احمد ) واخر في سرير  معه بالغرفة لا يري في انتظار اجراء عملية فى عيونه ( هشام )

الحديقة 


احمد : انا اري من النافذة الان ان الاطفال يلعبون في الحديقة ويمرحون بالبالونات الملونة ولكن يوجد شاب يقترب من فتاة ويعطيها باقة من الزهور
هشام : سوف تقبلها بكل تاكيد
احمد : لا للاسف تركته وذهبت
هشام : ياه لقد خيبت امله
احمد : هيا تناول غذائك قبل ان يبرد

حيرة 

هشام تناول غذائه واخذ يفكر ماذا سيفعل حين تنجح العملية انه لا يعرف الالوان ولا يعرف الاماكن ولا الطرق, يعرف الاصوات فقط انه يتمني ان يعيش احداث كثيرة يتمني اللعب مع الاطفال في الحديقة يتمني الابحار في البحر والسفر عبر البللدان بسفينة كبيرة ينمني ركوب الطائرة والشعور بالسماء والسحاب وحلمه لكن هل سيقدر ان يفعل ذلك!

في اليوم التالي:

احمد : انه يوم جميل ان الاطفال تلعب ويوجد من استأجر قارب وأبحر به في البحيرة
هشام : احساس رائع ليتني معهم
احمد : هشام انتظر تتذكر الشاب يوم امس, انه قادم مرة اخري
هشام : وهل الفتاة موجودة
احمد : موجودة بالفعل اقترب منها ليعطيها الزهور
هشام : سترفض مرة اخري
احمد : لقد قبلت الزهور
هشام : لا اصدق
احمد : انتظر وها هي والدته تقترب من الفتاة وتعطيها علبة بها خاتم
هشام : يصفق رائع جدا
احمد : الشاب فعلا مثابر

Advertisement

احمد بدا يتذكر شبابه وحبه الكبير وكيف انه احبها حب كبير وكانت كل اماله في الحياة ان يتزوج منها وعمل بالعديد من الوظائف مدرس صباحا ونجار مساء وحارس ليلي كان لا ينام كثيرا ليحصل علي المال من اجل ان يكون جديرا بها واخيرا تزوجها وكان سعيدا جدا وزادت سعادته بعد مولوده الاول كريم وكانت فرحنه الاولي وكان يسهر الليالي ليلعب معه وحين خطي اولى خطواته علي قدميه كان يوم جليلا لم ينساه ومن ثم رزق باخته كريمان وكان قلقا عليها عليها لتعبها في صغرها ومرضها حتي شفاها الله وهو الان يعيش وحيد حيث توفت زوجنه وحبه الوحيد وكريم يعمل خارج البلد وكاريمان تزوجت وسافرت مع زوجها 

مقالات ذات صلة  احلى كلام عن الاخ | أكثر من 100 كلمة

بدون ان يشعر دمعت عيناه وهو يتذكر وحدته ونظر الي هشام وشكره على انه بجانبه ويؤنس وحدته ويتسامران معا 

وفجاءة جاءت الممرضة وقطعت حبل تفكيره 
الممرضة : هل انت جاهز للعملية يااحمد
احمد : نعم جاهز هيا بنا
هشام : سوف تنجح انا انتظرك

في اليوم التالي:

هشام : لماذا غذاء لفرد واحد اين احمد
الممرضة : لم تنجح العملية
هشام : يالهي اه يا صديقي
هل لي بطلب ايتها الممرضة ممكن تروي لي ما ترينه في الحديقة من النافذة
الممرضة : ولكن لا يوجد ما اراه من النافذة غير الحائط المقابل للنافذة
هشام : ابتسامة خفيفة ( اه يا صديقي لقد كنت تهون علي ايامي وتعطينى الامل 
وبعد ذلك بايام هشام اتم العملية بنجاح واخيرا راي العالم وقد كان احمد ترك له وصية ان يخبر اولاده بحبه لهم وانهم كانو له كل شئ بعد والدتهم فذهب الي المستشفي وببحث عن عنوانه وذهب الي العنوان وسئل الجيران وحصل علي رقم لابنه كريم واتصل به واخبره بانه كان في نفس غرفة والده في المستشفي وكان موجودا في نفس المكان حينها, فطلب منه ان يتقابل معه 

Advertisement

هشام : اهلا بك كريم لقد كان والدك معي ايام قليلة لكنها كانت كالدهر كله قد كان جميل واعطاني امل في الحياة وقص عليه ما حدث في المستشفي وقصة النافذة والحديقة 

كريم : ضجك كثيرا وقال له ان والده كان يروي لنا قصص عن دول محتلفة ومعالم ولقد علمنا ان نحلم ونطمح في الافضل دائما وان لا نفقد الحلم مهما حدث لذا نحن الان في مرحلة تنفيذ احلامنا ونحاول جاهدين ان يكون الوالد فخور بنا بما وصلنا اليه وما سوف نصل اليه في المستقبل 

هشام : انت ابن جميل واكيد ان والدك يراك الان وسعيد بما انت به الان لانه كان يحبك انت واحتك جدا وهل تعلم اني من ضمن احلامي ان اسافر لكن انا لا اعرف اين اذهب ولا ماذا افعل فانا كبير في السن ولكن صغير كالطفل اري الدنيا لاول مرة منذ ايام واتعلم من البداية 

مقالات ذات صلة  الفؤاد العليل (الجزء الأول) 1

احمد  : اذن فلتاتي معي وتسافر وسوف اكون لك خير عون وسوف نشاهد العالم سويا 

هشام ودموعه تنهمر انها حقا اسرة عظيمة علي مقدرة من زرع الامل والحب من شباك صغير في الحياة بوركت ايها الوالد وبوركت ايها الابن 

Advertisement

وهكذا هي الحياة لقاء صغير ينتج عنه حلم كبير 

 

كاتب ومحرر فى موقع البرنسيسة - EL princesa

Advertisement