الصحه النفسيه والتخاطب
الاكتئاب الموسمي| أفضل 3 طرق لعلاج الاضطرابات النفسية الموسمية
محتوى المقالة
الاكتئاب الموسمي.. يمكننا أن نلخصه في بيت شعر شهير للشاعر نزار قباني حيث يقول:
“ما بين فصل الخريف وفصل الشتاء هناك فصل اسميه فصل البكاء تكون به النفس أقرب من أي وقت إلى السماء”، فمن المعتاد لدى الكثيرين الشعور بتغير الحالة المزاجية مع تغير الفصول، ولاسيما فصل الشتاء، ففصل الشتاء يحمل الكثير من المشاعر السلبية التي تنعكس على النفس بالضيق والحزن.
أعراض الاكتئاب الموسمي تختلف باختلاف الفصل الذي يعاني فيه الشخص من الاكتئاب، ودرجة هذه الاكتئاب، وهذا النوع من الاكتئاب يطلق عليه الاضطراب العاطفي الموسمي، فلو كنت تعاني منه، فلا تقلق أنت لست وحيد في دوامته، فمعك الملايين، ومعنا الحل لمواجهته في مقالنا هذا.
ما هو الاكتئاب؟.. وكم نوع يوجد من هذا المرض النفسي؟ تعرف عليه بالتفصيل من خلال مقالنا عن: الاكتئاب.. من هنا.
الاكتئاب الموسمي الخريفي
لطالما كان فصل الخريف هو الفصل المرتبط بالكآبة والحزن، وهذا يتجلى حتى في الأعمال الأدبية وفي الأشعار والأغاني التي تحدثت عن فصل الخريف، ولذلك يرى علماء النفس أن الأنفس في فصل الخريف يتخبطها الريح مثلما يفعل في أوراق الشجر، ومع ذلك هناك دراسات لا يمكن أن ننكرها ترى بأن هناك من تتحسن حالتهم المزاجية وقت الخريف.
يرى المختص في علم النفس البروفسور أحمد قوراية، إن أكبر الشجارات والخلافات الزوجية تكون عادة في فصل الخريف، لاسيما أنّ النساء يتأثرن بالاكتئاب الموسمي بشكل أكبر من الرجال، عامة المرأة أكثر ميلًا للاكتئاب من الرجل لأسباب جينية وأسباب بيئية.
ويكمل البروفيسور قوارية موضحًا أن:
فصل الخريف يأتي محملًا بهواء يتعب الكبد والمرارة، ويصيب بعض الأشخاص بالصداع والغثيان، حتى أن الكثير من العلماء يؤكدون أن الجسم يلتقط طاقة سلبية من الجو في حالة الخروج وقت غروب الشمس في فصل الخريف.
إقرأ أيضا: لماذا يصا الاطفال والمراهقين بالاكتئاب؟
الاكتئاب الموسمي الصيفي
يظن الكثيرين أن الاكتئاب الموسمي متعلق بفصل الشتاء دون غيره، ولكن الحقيقة أن الاضطراب العاطفي الموسمي قد يزور الأشخاص في أي فصل كان، وبالنسبة للاكتئاب الموسمي الصيفي فهو يحمل أعراض مختلفة عن الاكتئاب الموسمي الشتوي، أو يمكن أن نسميه الاكتئاب الموسمي العكسي، وأهم أعراضه تتمحور حول القلق والأرق وفقدان الشهية.
أسباب الاكتئاب الموسمي الصيفي
بالنسبة لمسببات الاكتئاب الموسمي الصيفي، فمنها ما هو خارج عن إرادة الإنسان، مثل:
- التعرض المفرط لضوء الشمس خلال أشهر الصيف، مما يؤدي لتغير الساعة البيولوجية للجسم، أو ما يعرف بخلل إيقاع الساعة البيولوجية، وعندما يحدث هذا ينتج الميلاتونين بشكل أقل، وتنتهي دورة النوم والاستيقاظ المعتادة، ما يؤدي إلى أنماط متقطعة من النوم.
- ارتفاع درجة الحرارة من الأمور المسببة للاكتئاب كذلك خلال فصل الصيف.
- زيادة عدد ساعات النهار.
وهناك أسباب اجتماعية لاكتئاب الصيف الموسمي كذلك، ومنها:
- افتقاد المقدرة على قضاء مرح الصيف مثلما يفعل معظم الناس، سواء كان لأسباب مادية أو صحية أو عائلية.
- غياب الصداقات التي تساعد على الخروج من المنزل في ساعات النهار الطويلة.
- مطالعة أنشطة الناس الترفيهية بينما لا يستطيع الفرد مشاركتهم في ذلك.
- غياب الشريك الذي يساعد على جعل فصل الصيف أكثر شغفًا.
- من الممكن أن تزول آثار اكتئاب الصيف برحيل الفصل، وقد تصاحب الفرد فيصبح نوع من الاكتئاب المزمن وليس الموسمي، ولذلك استشارة الطبيب الخيار المثالي في حالة المعاناة من اضطرابات الاكتئاب الموسمي الصيفي.
الاكتئاب الموسمي الشتوي
يربط العلماء بين هذا الاكتئاب الموسمي المتعلق بفصل الشتاء وبين غياب أشعة الشمس، فغياب الشمس يؤثر على إنتاج الميلاتونين، والميلاتونين عبارة عن مادة كيميائية لها دور كبير في تنظيم دورة النوم، وتساعد البشر على النوم بشكل أفضل، فالأفراد الذين يتعرضون لأشعة الشمس في وقت مبكر مع ساعات النهار الأولى يصنعون لأنفسهم الميلاتونين الذي يساعدهم على النوم في الليل.
أعراض الاكتئاب الموسمي الشتوي تجمع بين أعراض الاكتئاب العادية كالحزن والضيق والأفكار السلبية، وبين مجموعة أخرى من الأعراض أهمها عدم الرغبة في التواصل مع الآخرين، وفقدان الطاقة وشعور دائم بالتعب، واستدعاء العقل للذكريات الحزينة، فيقال أن “ركب الشتاء يحمل في عربته الأحزان”، ولعل هذا هو السبب الأساسي في الإصابة بمثل هذا النوع من الاكتئاب.
الاكتئاب الموسمي الربيعي
تقول كاثرين كلوك بوويل المنسق السريري في قسم الاستشارة المهنية بجامعة الجنوب في سافانا: «يعتقد الكثيرون أن كل شخص يصبح أكثر سعادة عندما يحل فصل الربيع»، ولكن الدراسات تقول عكس ذلك، حيث أكدت ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب والأفكار الانتحارية أثناء فصل الربيع.
لم توضح بوويل سبب الإصابة بهذه النوع من الاكتئاب، بل وأكدت أن الأسباب وراء اكتئاب الربيع غير معروفة حتى الآن، ولكن بعض الخبراء يؤكدون على أن ربما هذا النوع من الاكتئاب مرتبط باختلال التوازن الكيميائي بالمخ، أو بسبب كثرة التعرض لأشعة الشمس خلال فصل الربيع.
علاج الاكتئاب الموسمي
لا يمكن التعامل مع الاكتئاب إلا بالعلاج، وهذا الأمر ينطبق على الاكتئاب الموسمي أي كان الموسم الذي يسبب الاكتئاب، وفيما يلي عرض لطرق مختلفة يمكن بها علاج الاكتئاب الموسمي:
أولًا: العلاجات غير الطبية:
- قضاء الكثير من الوقت في الخارج والتّعرّض لضوء الشمس في النهار.
- اتباع نظام غذائي صحي يتضمن الفيتامينات والأملاح.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم، لمدة نصف ساعة ثلاث مرات كل أسبوع.
- ممارسة النشاطات الاجتماعية المختلفة.
- ممارسة اليوغا، والتأمل.
- العلاج بالموسيقى والفن.
ثانيًا: العلاجات الطبية:
هناك ثلاث طرق يمكن بها علاج الاكتئاب الموسمي قد يصف الطبيب طريقة منهم، أو كل الطرق معًا، وهي:
1.العلاج بالضوء:
من أهم طرق علاج الاكتئاب الموسمي..
- يجلس المريض لمدة حوالي ساعة صباحًا أمام صندوق ضوئي يُصدر أشعة ساطعة تحاكي بشكل ما الأشعة الصادرة عن الشمس.
- هذه الطريقة العلاجية تهدف إلى إحداث تغييرات كيميائية في الدماغ تساعد على تحسين المزاج، وعادة ما تتحسن أعراض الاكتئاب الموسمي خلال أسبوعين من بدء العلاج بالضوء.
- قد يسبب العلاج بالضوء بعض الأعراض الجانبية، مثل: إرهاق العين، وآلام في الرأس، والأرق.
- لا يمكن استخدام العلاج بالضوء لمرضى الاكتئاب الذين يعانون من مشكلات صحية، مثل: مرض السكري، واعتلال الشبكية.
2.العلاج بالأدوية:
- لو لاحظ الطبيب أن أعراض الاكتئاب الموسمي شديدة هنا يلجأ إلى وصف أدوية وهي: مضادة للاكتئاب، مثل: بوبروبيون (Bupropion)، ومثبطات السيروتونين الانتقائية (SSRI).
- قد تُسبب مضادات الاكتئاب أعراض جانبية مزعجة بعض الشيء، ولابد من مناقشتها مع الطبيب المختص، وعلى أي حال تتحسن الأعراض خلال أسبوعين من تناول العلاج.
ثالثًا: العلاج النفسي:
- وهو ببساطة العلاج المعرفي السلوكي (CBT).
- العلاج السلوكي هو نوع من أنواع العلاج النفسي هدفه تحديد الأفكار والتصرفات السلبية، وتبديل هذه الأفكار بأفكار أكثر إيجابية عن طريق استخدام تقنية التفعيل السّلوكي.
- هذا النوع من العلاج اثبت كفاءة ملحوظة في علاج مرضى الاكتئاب الموسمي.
وفي نهاية حديثنا عن الاكتئاب الموسمي لابد أن نشير إلى أنه لا توجد طريقة متفق عليها يمكن من خلالها للوقاية من هذا الاضطراب العاطفي الموسمي، ولكن لو اتخذت الخطوات اللازمة مبكرًا من أجل السيطرة على الأعراض، فقد تتمكن من تجنب التفاقم المحتمل الذي قد يطرأ على هذه الأعراض، ومن هنا كان العلاج المبكر وسيلة الوقاية المؤكدة من الاكتئاب الموسمي، فلا تترك نفسك وحيد داخل غابة الاكتئاب وعليك طلب المساعدة العاجلة للخروج منها حيًا.
إقرأ أيضا: الاكتئاب ثنائي القطب
إقرأ أيضا: الاكتئاب الذهاني – ما هي أعراضه وطرق علاجه؟
إقرأ أيضا: هل يزورنا الاكتئاب الخفيف ونستطيع التغلب عليه؟
إقرأ أيضا: أفضل 10 أكلات لمرضى السكري