تربية الأولاد
أهم 3 مهام لمعلم مونتيسوري
محتوى المقالة
سوف نستعرض معكم أهم 3 مهام لمعلم مونتيسوري, التعليم في الحياة كالهواء، بدونه لا تستقيم الأمور.. لا أتحدث هنا عن التعليم الأكاديمي الذي يحدث داخل أسوار المدارس والجامعات.. ولكنني أتحدث عن التعليم بشكل عام.. تعليمنا على يد الأباء و الأهل والأجداد والجدات.. تعليم الشارع والأصدقاء.. التعليم الذي نتلقاه على يد مواقف الحياة.. هذا التعليم أعمق بكثير وأبقى أثراً من تعليم المدارس.. ولكن….
لماذا نظام مونتيسوري مُختلف ويختلف عن أي نظام أخر؟
شاهد أيضاً: لماذا نتجه لنظام مونتيسوري
من ضمن أكثر الأسباب.. هو المُعلم نفسه.. ولعل هذا بسبب أن مهنة التدريس هي مهنة تكميلية وليست إنتاجيه، بمعني أن عمل المعلم يعتمد بشكل أساسي على عقلية المُتلقي.. وليس على قدرات المُعلم المهنية.. وهذا من ضمن أبرز الإختلافات بين نظام التعليم العادي وتعليم مونتيسوري.. ففي فصل مونتيسوري قلما نجد مُعلم جالس ويُلقن تلاميذه درساُ.. وإنما نجد أغلب الأطفال كل طفل بمفرده يقوم بنشاط خاص به وقد يجتمع المُعلم مع طفل أو إثنين لتقديم نصيحة معينة أو توجيه معين..
فعقل الطفل هنا هو محور العملية التعليمية وليس المُعلم نفسه
فهيا نتعرف في هذا المقال عن أهم 3 مهارات لمُعلم مونتيسوري داخل الفصل وخارجه.
شاهد أيضاً: السلام والتهذيب في نهج مونتيسوري
المهمة الأولى من أهم 3 مهام لمعلم مونتيسوري: إعداد بيئة الفصل الملائمة.
تُعد هذه المهمة من أهم مهام مُعلم فصل مونتيسوري، فهي مهمة تعتمد على دراسة ووعي من القائم على العملية التعليمية.. فلابد للمُعلم أثناء قيامه بتجهيز المكان المخصص لتقديم أنشطة ودرورس مونتيسوري مراعاة الأتي:
- أغلب الأنشطة التي تُقدم للأطفال تكون مُعتمدة علي الحواس.. فلابد على المُعلم إختيار الأرفف بعناية.
- لابد أن تكون الأدوات مصممة بشكل يلفت إنتباه الطفل وفي نفس الوقت ليست كثيرة على الرفوف فتسبب تشتت للطفل.
- عند إعداد البيئة الملائمة للطفل لابد من التركيز دوماً على سهولة وسرعة عودتها الى ما كانت عليه بعد إستخدام الطفل للنشاط.. فلابد من المحافظة على الفصل والأدوات في أفضل حال دائماً
- من الطبيعي أن يقوم المُعلم بإضافة أنشطة أو إزالة أنشطة طبقاً لتطورات الأطفال وإستيعابهم.
- على المُعلم مراعاة تصميم الفصل وتوزيع الأدوات بطريقة لا تُخل من إستقلالية الطفل في الحركة وإختيار النشاط وإرجاعه حال الإنتهاء منه.
المهمة الثانية: المراقبة والملاحظة وتقديم الدروس.
تحدثنا سابقاً عن أحد أهم إكتشاف لماريا مونتيسوري وهو الفترات الحساسة التي يمر بها الأطفال.. فعلى مُعلم مونتيسوري مُلاحظة تلك الفترات الحساسة من خلال مُراقبة الأطفال.. وتقديم النشاط المُلائم للطفل، بل وأكثر من ذلك فنجد أن المُعلم هو همزة الوصل بين الطفل والأداه المناسبة له والتي تلبي إحتياج فطري لديه للتعلُم.
شاهد أيضاً: العقل المستوعب والفترات الحساسة
وهنا ننتقل إلى مُهمة المُعلم في تقديم الدروس.. ولتبسيط الأمر وتوصيله بشكل أيسر فلنرى معاً خطوات تقديم الدرس:
- يلاحظ المُعلم إهتمام الطفل بأداه ما لأول مرة.
- يذهب المُعلم إلى الطفل ويعرض عليه شرح الأداه.
- إذا وافق الطفل يقوما معاً بنقلها الى مكان العمل بعد أن يتاكد المُعلم من أن الطفل يعرف مكانها.
- يبدأ المُعلم بتعريف الطفل الطريقة الصحيحة لإستخدام الأداه وما المسموح والممنوع في إستخدامها.
- يوجد قاعدة في تقديم دروس مونتيسوري وهي الحركة دون الكلام.. أو الكلام دون الحركة، بمعني أنه عندما يتحدث المُعلم لا يحرك يديه وعندما يحرك يديه لا يتحدث وذلك لأن الطفل يركز في شئ واحد فقط.. وهنا يُقدم للطفل شرح الأداه بالتعليمات الأساسية فقط دون إستطراد.
- أخيرا يعرض المُعلم على الطفل أن يُكمل العمل بنفسه، وإن أبى يعيد النشاط الى الرف ويخبره بانه يمكنه إستخدامه في أي وقت.
المهمة الثالثة: إخبار ولي الأمر بتطورات الطفل.
من أكثر الأشياء المحببة والمنظمة في فصل مونتيسوري، هو وجود ملفات تقييم لكل طفل صممتها ماريا مونتيسوري بنفسها.. ويتم تحديثها يومياً.. مما يضمن وجود تقرير شامل عن كل تطورات الطفل على مدار العام الدراسي.
وهذه المهمة من أخطر مهام المُعلم لأنه وبنظره واحدة الى الملف يستطيع إخبار ولي الأمر بكل ما يتعلق بطفله، وليس ولي الأمر فقط وإنما الإدارة التابع لها الفصل، أو حتى البيئة المجتمعية المحيطة ليكون المُعلم هو همزة الوصل بين الطفل وأي جهة خارجية.
والآن وقبل أن ينتهي المقال لابد من الإشارة الى أهم صفات مُعلم فصل مونتيسوري وهي:
(إحترام إستقلالية وحرية الطفل – الفراسة في كونه يتدخل أم يترك للطفل فرصة الخطأ ليتعلم – العدل فيتقبل كل الأطفل دون تمييز – أن يكون مصدر ثقة وامان وإستقرار لهؤلاء الطفال).
أخيراً ومهما تغيرت الأزمان سيبقى المعلم هو مُرشد وموجه تلك العقول الصغيرة.. وسيظل من علمني حرفاً أخلصتُ له وداً.