الصحه النفسيه والتخاطب
الاكتئاب : مرض له 7 أنواع مختلفة| تعرف عليهم بالتفصيل
محتوى المقالة
الاكتئاب النفسي.. يعرف بأنه أحد أخطر الأوبئة التي تواجه البشرية..!!
نعم الاكتئاب وباء فتاك لا يختلف كثيرًا عن الأوبئة التي تدمر الأجساد حتى تلقي بها في قبور الموت.. وقد يظن البعض أن الاكتئاب يؤذي النفس فقط، ولكن الاكتئاب النفسي هو الشجرة التي تمد فروع معظم الأمراض النفسية والجسدية معًا، فوفق آخر الإحصائيات هناك حوالي ما يقارب من ٢٢% من سكان العالم قد عانوا على الأقل مع شعور واحد من مشاعر الاكتئاب.
يعرف عالم النفس الشهير مارتن سليمجان الاكتئاب في أطروحته الأساسية التي ناقشت التفاؤل بأنه “اضطراب يحدث في الأنا التي فشلت في نظر صاحبها في تحقيق أهدافه” وعلى رغم من صحة هذا التعريف، ولكن هناك الكثير من الحقائق الأخرى التي تحيط بالاكتئاب لأنه ليس متعلق فقط بالفشل الشخصي، فالاكتئاب وحش معالم وجهه مبهمة، ولكننا سنحاول أن نقترب أكثر حتى نراه، ونعرف كل شيء عنه، وأنواعه، وما هي طرق مواجهته.
ما هي أنواع الاكتئاب؟
أولاَ: الاكتئاب الحاد
مشكلة الاكتئاب أنه مثل كرة الثلج التي تكبر لو لم تجد من يتصدى لها، فلو تركنا الاكتئاب في بداياته بدون علاج سوف يتغلغل بداخل النفس ويتحول إلى اكتئاب حاد، أو ما يعرف بالاكتئاب العميق الذي تظهر معه الأعراض التالية:
- شعور دائم بالحزن، أو كما قال الرسام العالمي فان جوخ “أنه نار عظيمة في أرواحنا”، وللعلم فان جوخ من ضحايا الاكتئاب الذي وصل له للانتحار في ريعان شبابه.
- الإحساس الدائم بالذنب، وقلة تقدير الذات.
- الشعور بنوع من الغربة المكانية وعبرت عن ذلك مي زيادة عندما قالت “كنت دائمًا أشعر بأن علي الرحيل”.
- الاكتئاب الحاد يضرب المناعة الجسدية في مقتل، ويفتح أبواب الجسد على مصراعيها أمام الأمراض المختلفة.
إقرأ أيضا: طرق علاج الاكتئاب الشديد من هنا
ثانياَ: الاكتئاب الموسمي
ويقال أن فصل الخريف يأتي في ركب الاكتئاب، ويمكننا أن نعرف الاكتئاب الموسمي بأنه اضطراب عاطفي موسمي يحضر ويرحل مع الفصول، وهو عادة يبدأ مع نهاية فصل الخريف ويبدأ في أوائل فصل الشتاء، وهناك أسباب مختلفة تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب الموسمي، ومنها:
- معاناة المريض مع تاريخ من المرض النفسي.
- أن تكوني امرأة فهذا يعني احتمالية اصابتك بالاكتئاب الموسمي، الاحتمالية التي تزيد عن الرجل بمقدار أربعة أضعاف.
- وجود تاريخ عائلي يدعم الإصابة بالاكتئاب.
- صغر السن، حيث تكثر الإصابة بالاكتئاب الموسمي بين الشباب عن كبار السن.
ما هي افضل الطرق للتغلب على الاضطرابات النفسية الموسمية؟.. تعرف عليها من خلال مقالنا عن الاكتئاب الموسمي من هنا
ثالثاَ: الاكتئاب الذهاني
هذا النوع من الاكتئاب يهاجم هؤلاء الذين عاشوا لفترات طويلة من الاكتئاب بدون البحث عن طرق للعلاج، ويعتبر الاكتئاب الذهاني أخطر أنواع الاكتئاب على الإطلاق، لأنه يفتح أبواب ظلامية أمام النفس، فلا تجد سبيل للراحة سوى في الانتحار.
أعراض الاكتئاب الذهاني مخيفة لأنها تحمل أعراض الاكتئاب العادي مع نوعية أعراض جديدة تدق ناقوس الخطر، ومنها:
- الخرس والذي يعني فقدان القدرة على النطق.
- اهمال النفس بشكل كبير.
- توهم يصاحبه شعور باليأس والحزن.
- بداية سماع أصوات تخبر الشخص بأنه عديم الفائدة.
- في بعض الأحيان قد يصاب الشخص بنوبات ذهانية تناقض الاكتئاب بعض الشيء كالشعور بالعظمة والاضطهاد، ويكون ذلك بمثابة محاولة يائسة من العقل أن يطرد وساوس نقد الذات.
إقرأ المزيد عن: الاكتئاب الذهاني
رابعاَ: الاكتئاب المزمن
يرى علماء النفس أنه كل تفرعات الاكتئاب بشكل أو بأخر تلتقي في النهاية في بوتقة الحزن واليأس، لذلك يمكننا تعريف الاكتئاب المزمن بأنه: حالة شعور دائم بالحزن واليأس لا تنتهي، لأن حتى الأسباب قد تكون غير معروفه أو معقدة بشكل يصعب تفكيكها وحلها، لذلك فرويد نفسه قال “أن الصعود على مقعد التحليل النفسي لا يكفي لحل مشكلات الاكتئاب لدى البشر”.
لا يمكن أن نطلق على الاكتئاب مصطلح (المزمن) إلا بعدما يمر عامين على الإصابة به، ولا تجدي معه الأدوية نفعًا، ولا يمنح العلاج السلوكي للمريض أي أمل، والاكتئاب المزمن يصاحبه انفعالات سلوكية جديدة على الشخص، ويلاحظ من حوله أنه قد تغير، ومن علامات الاكتئاب المزمن:
- زيادة الشهية أو تراجعها.
- النوم لعدد طويل من الساعات أو الإصابة بالأرق.
- إرهاق عام، وشعور بأن ليس هناك طاقة في الجسم.
- انخفاض الشعور بتقدير الذات، وفي بعض من النوبات الحادة للاكتئاب قد يصل الأمر إلى أن يحتقر المريض ذاته.
- قلة التركيز وافتقاد مقدرة اتخاذ القرارات.
- الشعور باليأس والإحباط العام، والبحث عن الأخبار الحزينة، والتوحد مع فكرة أن الكون ما هو إلا مكان ملئ بالبؤس.
خامساَ: الاكتئاب ثنائي القطب
يطلق على هذا الاكتئاب ثنائي القطب لأنه ليس مثل الاكتئاب العادي وحيد القطب الذي تكون أعراض اكتئابيه فقط، ولكنه يمتلك قطب أخر وهو قطب الهوس، حيث تختل الصحة العقلية للفرد ويصاب بتقلبات مزاجية مفرطة تتأرجح بين الهوس سواء المفرط أو الخفيف وبين الاكتئاب بأعراضه المعروفة.
كشفت الكثير من الدراسات العلمية أن الاضطراب ثنائي القطب له أساس وراثي، وعلى ذلك فإن تحديد التغيرات الجينية في الحمض النووي قد تساعد في الوقوف على معرفة أسباب الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، وبالتالي قد يسهل ذلك علاجه.
وعلى ذلك قامت عدة مؤسسات علمية بالاستعانة بـ ٢٠٠ باحث استطاعوا تحديد 33 متغيرًا وراثيًّا يرتبطوا ارتباط وثيق بارتفاع مخاطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، ونشرت هذه الدراسة وحملت اسم (نيتشر جينتكس (Nature Genetics.
إقرأ أيضا: الاكتئاب ثنائي القطب بالتفصيل
سادساَ: الاكتئاب السريري
يمكن أن نطلق عليه الاكتئاب الكبير، فهو ليس حالة عارضة بسبب موقف معين أو فقدان حبيب وخلافه، ولكنه اكتئاب دائم ومدمر للنفس، ومن أعراضه:
- حزن عميق يحفر النفس وبكاء لا يتوقف.
- نوبات غضب وتهيج بدون أسباب أو لأسباب تافهة.
- فقدان الاهتمام والابتعاد عن مصدر المتع ، مثل الجنس، والتوقف عن ممارسة الأنشطة التي كان يحبها الفرد.
- الإصابة باضطرابات النوم.
- التفكير المبالغ فيه في الموت.
- البدء في البحث عن طرق انتحار غير مؤلمة.
- الإصابة بمشكلات بدنية غير مفسرة رغم وجود أعراضها ولكن يصعب على الأطباء تشخيصها.
- الاكتئاب السريري لو لم يعالج فإن مصير المريض مظلم، ومعظم المصابين به لديهم تاريخ مع محاولات الانتحار.
سابعاَ الاكتئاب الخفيف
الاكتئاب الخفيف عبارة عن نوبات من الشعور بالحزن واليأس والرغبة في الابتعاد عن محيط الأصدقاء والعمل، عادة يكون الاكتئاب مسبب، بمعنى هناك أسباب أدت لشعور الفرد بهذا الاكتئاب مثل ضغط العمل أو مشكلات مع الأصدقاء أو الفشل في قصة حب، ولذلك هو من أنواع الاكتئاب سهلة العلاج، لأنه لو زال السبب أو تعامل معه المريض سوف يرحل عنه الاكتئاب، ويعود لحياته الطبيعية بدون مشكلات.
ينصح الأطباء بألا يترك الإنسان نفسة للاكتئاب الخفيف لمدة تزيد عن الأسبوعين، لأن الاكتئاب خدّاع، وقد يتسرب بداخلك ويتحور لأمراض نفسية وجسدية، فهو مثل الفيروس الذي لو لم يتم القضاء عليها فسوف يتمكن من الجسم ويفسده.
وفي النهاية لا يسعنا سوى القول بأن رغم كل مخاطر الاكتئاب فمؤسس علم النفس وصاحب مدرسة التحليل النفسي سيجموند فرويد يرى بأن الاكتئاب ليس علامة ضعف بل هو تأكيد على محاولات كثيرة منك أن تكون قوي، وبالتالي رغم صعوبة المرض لكل الحل موجود ويبدأ من إيمان المكتئب نفسه بأن العلاج ممكن.
ونختتم مقالنا بمقولة للفيلسوف الفرنسي الشهير (شوبنهاور) حيث يقول “من يقتل نفسه يريد العيش أكثر من غيره”، أي أن المكتئب المنتحر لم يرضى بالعيش في مكان تعيس حزين لأنه أراد حياة سعيدة يكون فيها حر نفسه محقق لرغباته، ومن هنا يمكننا أن ننطلق مع مرضى الاكتئاب ونبحث عن الحلول والعلاج بالبحث عما يسعدهم ويرضيهم.
الاكتئاب والعادة السرية
من الناحية العلمية الإفراط في ممارسة العادة السرية دافع قوي للاكتئاب عند الجنسين، وذلك بسبب الآثار المدمرة لإدمان العادة السرية، حيث أنها تحتاج لمجهود ذهني كبير كما تدفع لمشاهدة المحتويات الإباحية، وفي نفس الوقت لا تصل بالإنسان إلى المتعة المنشودة، فهنا تصاب النفس بالإحباط، فيحاول الشخص التكرار لعله يصل لما يريد فيصاب بالشهوانية التي لها أثر بالغ الخطورة على حياته الشخصية والصحية.
العادة السرية تفتح باب الهلاوس وتجعل الشخص ولاسيما الذكر معتل اجتماعيًا، فكل الدراسات العلمية أكدت على أن سلوكيات المتحرشين والمغتصبين مرتبطة ارتباط وثيق بممارسة العادة السرية بشكل مفرط، ومشاهدة الإباحية بصورة إدمانيه، حتى نظرة الذكر للحياة والأنثى تصبح مبتذلة، وقد يفشل في الارتباط العاطفي وفي ممارسة الجنس الطبيعي بعد الزواج، لأنه عوَّدَ عقله وجسده على نوع مختلف من الممارسة المعتلة.
الاكتئاب والانتحار
يقال بأن الاكتئاب هو السجن الذي تكون فيه أنت السجين والسجان في آن واحد، والهروب من النفس أمر مستحيل لدى البعض، ولذلك فإن هذا المرض دافع كبير للانتحار، لأنه يخطف الشغف من روح الإنسان، ويعطي له بدلًا منه مجموعة من الاضطرابات والأوهام، فضلًا عن أرق وفقدان في الانتباه والتركيز مما يجعل المريض يسأل نفسه، لماذا أنا لازلت هنا؟ وهنا تبدأ وساوس الانتحار في طرق باب العقل بقوة، لذلك كن حذراً ان كنت تتعامل مع مريض اكتئاب.
يصبح مريض الاكتئاب هش، متعلق بقشة في محيط من الألم النفسي، ولذلك افتقاد الدعم ممن حوله قد يدعم فكرة الانتحار لديه بشكل مضاعف، فيترك القشة ويندفع ناحية الانتحار وبدون تفكير وقتها، ولذلك من الناحية العلمية لا يمكن لوم ضحية الاكتئاب على انتحاره، لأنه عادة يكون قد فقد السيطرة على عقله، فقتل النفس من الناحية العلمية أصعب قرار قد يتخذه الإنسان، فعامة لو سيطرت أفكار الانتحار على الشخص فهو ميت بالفعل.
إقرأ أيضا: واجبات الزوجة وكيفية التعامل مع زوجها.
إقرأ أيضا: الاكتئاب عند الاطفال والمراهقين– كيف تتعمل مع طفلك المصاب بالاكتئاب؟